قال فأنشدك بالله أنا الذي دل عليه رسول الله صلى الله عليه وآله بعلم القضاء وفصل الخطاب بقوله: " على أقضاكم " أم أنت (1)؟ قال بل أنت.
(1) الإستيعاب ج 2 ص 461 وروي عن النبي " ص " أنه قال: أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأته من بابه - وقال " ص " في أصحابه: أقضاهم علي بن أبي طالب - وقال عمر بن الخطاب: على أقضانا وأبي أقرؤنا وإنا لنترك أشياء من قراءة أبي وأيضا مرفوعا عن سعيد بن المسيب قال: كان عمر يتعوذ بالله من معضلة ليس لهما أبو حسن، وقال في المجنونة التي أمر برجمها، وفي التي وضعت لستة أشهر فأراد عمر رجمها فقال له على: أن الله تعالى يقول: وحمله وفصاله ثلاثون شهرا الحديث.
وقال له: إن الله رفع القلم عن المجنون الحديث. فكان عمر يقول: لولا على لهلك عمر وأيضا ص 462 مرفوعا عن زر بن حبيش قال: جلس رجلان يتغديان مع أحدهما خمسة أرغفة ومع الآخر ثلاثة أرغفة فلما وضعا الغذاء بين أيديهما مر بهما رجل فسلم فقالا: أجلس للغداء فجلس وأكل معهما واستوفوا في أكلهم الأرغفة الثمانية فقام الرجل وطرح إليهما ثمانية دراهم وقال: خذا هذا عوضا مما أكلت لكما ونلته من طعامكما فنزعا وقال صاحب الخمسة الأرغفة لي خمسة دراهم ولك ثلاث فقال صاحب الثلاثة الأرغفة لا أرضى إلا أن تكون الدراهم بيننا نصفين وارتفعا إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقصا عليه قصتهما فقال لصاحب الثلاثة الأرغفة قد عرض عليك صاحبك ما عرض وخبزه أكثر من خبزك فارض بثلاثته فقال: لا والله لا رضيت منه إلا بمر الحق. فقال علي رضي الله عنه: " ليس لك في مر الحق إلا درهم واحد وله سبعة فقال الرجل: سبحان الله يا أمير المؤمنين هو يعرض على ثلاثة فلم أرض، وأشرت علي بأخذها فلم أرض. وتقول لي الآن إنه لا يجب في مر الحق إلا درهم واحد، فقال له علي: " عرض عليك صاحبك الثلاثة صلحا فقلت لم أرض إلا بمر الحق، ولا يجب لك بمر الحق إلا واحد " فقال الرجل:
فعرفني بالوجه في مر الحق حتى أقبله. فقال علي رضي الله عنه: أليس للثمانية الأرغفة أربعة وعشرون ثلثا، أكلتموها وأنتم ثلاثة أنفس ولا يعلم الأكثر منكم أكلا ولا الأقل، فتحملون في أكلكم على السواء قال: بلى. قال فأكلت أنت ثمانية أثلاث وإنما لك تسعة أثلاث، وأكل صاحبك ثمانية أثلاث وله خمسة عشر ثلثا أكل منها ثمانية ويبقى له سبعة وأكل لك واحدة من نسعة فلك واحد بواحدك، وله سبعة بسبعته. فقال له الرجل رضيت الآن.