والحشوية، وإن سموا ذلك كرامات، كان ذلك خلافا في عبارة، وقد دللنا على جواز ذلك في كتبنا، وبينا أن. المعجز إنما يدل على صدق من يظهر على يده، ثم نعلمه نبيا أو إماما أو صالحا لقوله (1)، وكلما يذكرونه من شبههم قد بينا الوجه في كتبنا لا نطول بذكره ها هنا (2).
89 - ووجدت بخط الشريف الاجل الرضي أبي الحسن محمد بن الحسين الموسوي رضي الله عنه تعليقا في تقاويم جمعها مؤرخا بيوم الاحد الخامس عشر من المحرم سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة أنه ذكر له حال شيخ في باب الشام قد جاوز المائة وأربعين سنة، فركبت إليه حتى تأملته وحملته إلى القرب من داري بالكرخ، وكان أعجوبة، شاهد الحسن بن علي بن محمد بن علي الرضا عليهم السلام أبا القائم عليه السلام ووصف صفته إلى غير ذلك من العجائب التي شاهدها، هذه حكاية خطه بعينها (3).
فأما ما يعرض من الهرم بامتداد الزمان وعلو السن، وتناقض بنية الانسان فليس مما لابد منه، وإنما أجرى الله العادة بأن يفعل ذلك عند تطاول الزمان ولا إيجاب هناك، وهو تعالى قادر أن لا يفعل ما أجرى العادة بفعله.
وإذا ثبتت هذه الجملة ثبت أن تطاول العمر ممكن غير مستحيل، وقد ذكرنا فيما تقدم عن جماعة أنهم لم يتغيروا مع تطاول أعمارهم وعلو سنهم، وكيف ينكر ذلك من يقر بأن الله تعالى يخلد المثابين (4) في الجنة شبانا لا يبلون، وإنما يمكن أن ينازع في ذلك من يجحد ذلك ويسنده إلى الطبيعة وتأثير الكواكب الذي قد دل الدليل على بطلان قولهم باتفاق منا وممن خالفنا في هذه المسألة من أهل الشرع فسقطت الشبهة من كل وجه.
دليل آخر: ومما يدل على إمامة صاحب الزمان ابن الحسن بن علي بن