ومنهم: عبد المسيح بن بقيلة الغساني، ذكر الكلبي (1) وأبو عبيدة (2) وغيرهما أنه عاش ثلاثمائة سنة وخمسين سنة، وأدرك الاسلام فلم يسلم، وكان نصرانيا، وخبره مع خالد بن الوليد - لما نزل على الحيرة - معروف، حتى قال له كم أتى لك؟ قال: خمسون وثلاثمائة سنة، قال: فما أدركت؟ قال: أدركت سفن البحر ترفأ (3) إلينا في هذا الجرف ورأيت المرأة من أهل الحيرة تضع مكتلها على رأسها لا تزود إلا رغيفا واحدا حتى تأتي الشام وقد أصبحت خرابا (4)، وذلك دأب الله في العباد والبلاد، وهو القائل:
والناس أبناء علات (5) فمن علموا * أن قد أقل فمجفو ومحقور (6) وهم بنون لام إن رأوا نشبا * فذاك بالغيب محفوظ ومحصور (7) (8) ومنهم: النابغة الجعدي من بني عامر بن صعصعة يكنى أبا ليلى.
قال أبو حاتم السجستاني (9): كان النابغة الجعدي أسن من النابغة الذبياني