الغيبة - الشيخ الطوسي - ج ١ - الصفحة ١٤٢
ومنهم: عبد المسيح بن بقيلة الغساني، ذكر الكلبي (1) وأبو عبيدة (2) وغيرهما أنه عاش ثلاثمائة سنة وخمسين سنة، وأدرك الاسلام فلم يسلم، وكان نصرانيا، وخبره مع خالد بن الوليد - لما نزل على الحيرة - معروف، حتى قال له كم أتى لك؟ قال: خمسون وثلاثمائة سنة، قال: فما أدركت؟ قال: أدركت سفن البحر ترفأ (3) إلينا في هذا الجرف ورأيت المرأة من أهل الحيرة تضع مكتلها على رأسها لا تزود إلا رغيفا واحدا حتى تأتي الشام وقد أصبحت خرابا (4)، وذلك دأب الله في العباد والبلاد، وهو القائل:
والناس أبناء علات (5) فمن علموا * أن قد أقل فمجفو ومحقور (6) وهم بنون لام إن رأوا نشبا * فذاك بالغيب محفوظ ومحصور (7) (8) ومنهم: النابغة الجعدي من بني عامر بن صعصعة يكنى أبا ليلى.
قال أبو حاتم السجستاني (9): كان النابغة الجعدي أسن من النابغة الذبياني

(١) هو أبو النضر محمد بن السائب بن بشر بن كلب الكلبي، صاحب التفسير، من أهل الكوفة، توفي سنة ١٤٦.
ويحتمل كون المراد منه ابنه أبو المنذر هشام بن محمد الكلبي، صاحب النسب، توفي سنة ٢٠٦ (الأنساب للسمعاني).
(٢) هو معمر بن المثنى اللغوي البصري أبو عبيدة مولى بني تيم، تيم قريش، ولد سنة ١١٠ ومات سنة ٢٠٩ (بغية الوعاة، تاريخ بغداد) (٣) " أرفأت السفينة: قربت من المرفأ (لسان العرب).
(٤) في أمالي المرتضى: خرابا يبابا.
(٥) قال في لسان العرب: إن أبناء علات يستعمل في جماعة مختلفين.
(٦) في أمالي المرتضى: ومهجور.
(٧) في أمالي المرتضى والبحار: ومخفور.
(٨) عنه البحار: ٥١ / ٢٨٩ وفي ص ٢٨٠ عن أمالي المرتضى: ١ / ٢٦٠ مفصلا، وذكره في تقريب المعارف: ٢١١ وفي المعمرين والوصايا: ٤٧.
(٩) هو سهل بن محمد بن عثمان بن يزيد الحشمي (الجشمي) من كبار العلماء باللغة والشعر من أهل البصرة، كان المبرد يلازم القراءة عليه، وله عدة كتب منها كتاب المعمرين والوصايا توفي سنة ٢٥٠.
راجع ترجمته في هدية العارفين: ٥ / ٤١١ والاعلام: ٣ / ١٨٤ ومعجم المؤلفين: ٤ / ٢٨٥ ووفيات الأعيان: ٢ / ٤٣٠ - ٤٣٣ والوافي بالوفيات: ١٦ / 14 - 16 وغيرها من كتب التراجم.
(١٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 ... » »»
الفهرست