(١٩٠) وبآخر، عن أبي البحتري، قال: أتى رجل عليا عليه السلام فذكر فضله وأثنى عليه وتجاوز في القول، وكان يعلم منه غير ما يقول، فقال له: أنا دون ما قلت، وفوق في نفسك.
(١٩١) وبآخر، عن عبد الرحمان بن أبي ليلى، إنه قال لعمرو بن ضمرة: ماذا ألقاه من إخوانك من الشيعة، يأتوني فيسألوني عن مناقب علي بن أبي طالب عليه السلام، فأقول: ما تسألوني عن مناقب رجل صفته ما أقول لكم: من المهاجرين والأنصار الأولين، ومن أهل بدر، ومن أهل بيعة الرضوان، ومن أصحاب الشورى، وابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله وزوج فاطمة ابنته، وأبو الحسن والحسين (صلوات الله عليهم أجمعين)، فيقولون هذا قد عرفناه.
إختصرت في هذا الباب جملا من القول في فضائل علي (صلوات الله عليه) وكل ما ذكرته وأذكره في هذا الكتاب فهو مما آثرته من فضائله والذي اختصرته، ولم آثره أكثر من ذلك لأنه عبد أنعم الله عز وجل عليه بأفضل مما أنعم به على أحد من الأمة، وقد قال جل من قائل: ﴿وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها﴾ (1). كذلك لا يحصي أحد وإن اجتهد فضل علي عليه السلام، فلا يرى من نظر في هذا الكتاب إنا لما رسمنا هذا الباب بذكر فضائله عليه السلام إنا قد أتينا على جميعها كما رأى ابن (أبي) ليلى، إن الذي ذكر من فضائله لمن سأله من الشيعة عنها فيه ما يأتي عليها بأسرها، وأنكر قولهم هذا قد عرفناه كما ذكرنا عنه هذا الخبر وهو خاتمة هذا الباب، وكان أحق بالانكار عليه إذ اقتصر لمن سأله عن فضائل علي عليه السلام - على ما ذكره في الخبر - وهو بلا شك