وال عن والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله وقوله: أنه أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأن عليا عليه السلام مولى من كان الرسول مولاه.
وكلما ذكرناه ونذكره إنه يوجب إمامته، فهو يوجب طاعته لان الولاية والإمامة موجبتان للطاعة، وإذا كان رسول الله صلى الله عليه وآله قد أوجب طاعته على جميع المؤمنين، فمن أين يجوز لاحد بعده أن يتقدم عليه ويوجب عليه أن يطيعه؟ أوليس هذا ردا لقول رسول الله صلى الله عليه وآله وخلافا عليه إذ كان قد أمر بطاعته وولايته جميع المؤمنين، فيدعي ذلك غيره لنفسه ويوجب عليه طاعته؟ أوليس قد أبان رسول الله صلى الله عليه وآله بما أمر به من طاعته وولايته بأنه ولي الأمر من بعده إذا كانت الطاعة إنما تجب لولاة الامر لقول الله عز وجل:
﴿أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم﴾ (1) وهذا أبين و أوضح من أن نحتاج إلى بيانه وايضاحه لمن وفق لفهمه، وكذلك كلما أدخلناه وندخله في تضاعيف هذه الأخبار ولكنا أردنا بذلك تنبيه من لعله غفل، وتعليم من لعله جهل. رجاء لثواب الله تعالى على ذلك والله يثيبنا عليه بفضله ورحمته.