شرح الأخبار - القاضي النعمان المغربي - ج ١ - الصفحة ١٨٢
الأخلاق، وكان أفضل الناس مروءة، وأحسنهم خلقا، وأصدقهم حديثا، وأجملهم صحبة وجوارا، وأعظمهم حلما، وأكرمهم حسبا، وله في ذلك من مكارم أخلاقه وفضله وبرهان نبوته ودلائلها ما يخرج ذكره عن حد هذا الكتاب حتى إنهم كانوا يسمونه الأمين لما رأوا من أمانته وطهارته ومكارم أخلاقه ونزاهته وبراءته من كل فاحشة ونقيصة.
(146) وكان مما يؤثر عنه صلوات الله عليه وآله، إنه قال: كنت يوما وأنا صبي ألعب مع الصبيان من قريش، فجعلت أنقل حجارة لبعض ما كنا نلعب، فرأيت كل واحد من الصبيان قد نزع إزاره فألقاه على عاتقه لمكان الحجر الذي يحمله ليقيه منه، وبقوا عراة، فذهبت لافعل مثل ما فعلوا (1) فلما أن مددت يدي لأحل إزاري لكمني لاكم لكمة (2) وجيعة، وقال: لا تحل إزارك واشدده على نفسك ولا تكشف سوأتك، فجعلت أنظر يمينا وشمالا فلا أرى أحدا، فتركت ما أردته من أخذ إزاري وشددته على نفسي حسب ما كان، وجعلت أنقل الحجارة على عاتقي.
وبلغ رسول الله صلوات الله عليه وآله مبلغ الرجال وقد استفاضت الاخبار عنه في الناس بطهارته ومكارم أخلاقه وصيانته وعفافه وورعه،

(١) وقد ذكر علي بن برهان الحلبي في السيرة الحلبية ١ / 199 ما مفاده إنه حل إزاره ومشى عاريا (راجع تخريج الأحاديث) وهذا ينافي عصمته وما أثر عنه من العفة والحياء. وقد روى ابن شهرآشوب في مناقبه 1 / 36: عن ابن عباس: قال أبو طالب لأخيه: يا عباس، أخبرك عن محمد، اني ضممته فلما أفارقه ساعة من ليل أو نهار فلم أئتمن أحدا حتى نومته في فراشي، فأمرته أن يخلع ثيابه وينام معي، فرأيت في وجهه الكراهية. فقال: يا عماه إصرف بوجهك عني حتى أخلع ثيابي وأدخل فراشي، فقلت له: ولم ذلك؟ فقال: لا ينبغي لاحد أن ينظر إلى جسدي، فتعجبت من قوله وصرفت بصري عنه.
الحديث.
(2) اللكمة: الضرب بجميع الكلف.
(١٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة المؤسسة 3
2 مقدمة المحقق 5
3 المؤلف والكتاب 17
4 محتويات الجزء الأول خطبة الكتاب 87
5 قوله صلى الله عليه وآله وسلم: أنا مدينة العلم وعلي بابها 89
6 قوله صلى الله عليه وآله وسلم: أقصاكم علي 91
7 قوله صلى الله عليه وآله وسلم: علي مني وأنا من علي 93
8 قوله صلى الله عليه وآله وسلم: أنت مني بمنزلة هارون من موسى 97
9 قوله صلى الله عليه وآله وسلم: من كنت مولاه فعلي مولاه 99
10 علي عليه السلام كنفس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم 111
11 قوله صلى الله عليه وآله وسلم: علي مني يؤدي ديني ويقضي عداتي 113
12 علي عليه السلام أمير المؤمنين والوصي والخليفة 116
13 نقد للطبري 130
14 إشراكه في الهدي 134
15 مناقب أمير المؤمنين عليه السلام 137
16 عائشة تعترف بفضله 140
17 حب الرسول له 143
18 الحسين وعبد الله بن عمرو بن العاص 145
19 علي حبيب الرسول 147
20 ما جاء في من ذم عليا عليه السلام أو أبغضه 151
21 خطبة علي على منبر الكوفة 159
22 بغض أهل البيت عليه السلام 161
23 صعصعة مع معاوية 170
24 محتويات الجزء الثاني سبق علي عليه السلام إلى الاسلام 177
25 اختصاص علي عليه السلام بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم 188
26 تفضيل علي عليه السلام 195
27 إطاعة علي عليه السلام وعدم مفارقته 216
28 ولاية علي عليه السلام 219
29 محتويات الجزء الثالث جهاد علي عليه السلام 253
30 غزوة بدر 262
31 غزوة أحد 267
32 غزوة حمراء الأسد 283
33 غزوة الخندق 287
34 غزوة خيبر 301
35 فتح مكة 304
36 غزوة بني جذيمة 309
37 غزوة حنين 311
38 سرايا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم 320
39 أحاديث في الجهاد 327
40 محتويات الجزء الرابع فصل في الناكثين والقاسطين والمارقين 337
41 فصل في الأمر بقتل الناكثين والقاسطين والمارقين 337
42 فصل في اعتراض عائشة وحفصة على عمل عثمان 341
43 فصل في المواطن التي امتحن بها علي عليه السلام بعد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم 345
44 من منابع الاختلاف 363
45 خطبة علي بعد بيعته 369
46 حرب الجمل 376
47 حرب الصفين 405
48 تخريج الأحاديث 417