بالأهواز أياما، ثم ذكر لنا ان خازم بن خزيمة قد أظلنا.
فخرج المغيرة فعسكر على شاطئ دجيل وأمر خريم ابن عثمان بقطع الجسر وأخذ السفن مما حوله فتتبعوا السفن فأخذوها حتى ظنوا ان لم يبق منها شئ.
وارتفع خازم إلى قرية لبني، الهجيم يقال لها قرقوب على فرسخ من قصبة الأهواز فعسكر بها في اثني عشر ألف فارس سوى رجالته. وارتفع المغيرة فعسكر بإزائه في خمسمائة فارس وخلف الرجالة في عسكره، واستخلف على الأهواز عفو الله بن سفيان وطلب خازم السفن فلم يجدها فأتاه رجل فقال له: وجه معي خيلا أحدر إليك السفن فمضى به إلى قرية يقال لها دور قطن مما يلي جنديسابور فحدر عليهم سفنا قليلة فأتى بها ليلا فلما واراه الظلام عبر فيها أصحابه حتى أصبح. فأصبح المغيرة وقد ساواه القوم على شاطئ الدجيل وذلك يوم الأحد، فأصبحنا والريح لنا عليهم فلما صففنا وصفوا لنا انقلبت الريح لهم علينا وعبأ القوم ميمنتهم وميسرتهم وعبأ المغيرة أصحابه فجعل على ميمنته عصب بن القاسم وعلى ميسرته الترجمان ابن هريمة وصار هو في القلب، فبينما نحن كذلك إذ جاءت عقاب مسفة حتى صدعت صفنا، فتطيرت منها.
حدثنا يحيى بن علي بن يحيى المنجم قال: حدثنا عمر قال: حدثنا محمد ابن أبي حرب قال: حدثنا المذلق - واسمه عمر بن الضحاك - قال: التمس خازم معبرا فلم يجد فاتخذ طوقا من قصب فعبر عليه ثلاثمائة نفس أو نحوها من أصحابه، وقام هو والمغيرة بإزائه وتقدم إلى أصحابه. ألا تقاتلوا، فلما صاروا مع المغيرة قصدوا له، وتهيأ القوم لقتالهم فنظرت إلى خازم ينتف لحية نفسه، ويصيح بالفارسية ينهاهم عن القتال. ثم هيأ طوقا آخر فعبر إليهم خمسمائة أو نحوهم، فكنت فيمن عبر في المرة الثانية: فلما اجتمعنا لقيناهم في زهاء ألف فما لبثنا حتى هزمناهم.
حدثنا يحيى بن علي، قال: حدثنا عمر قال: حدثني الحر بن مالك قال: