فرض الله على العينين من غض البصر عما حرم الله، وهو عملهما وهو من الايمان، وفرض على اليدين أن لا يبطش بهما إلى ما حرم الله، وأن تبطشا إلى ما أمر الله به، وفرضه عليهما من الصدقة وصلة الرحم، والجهاد في سبيل الله، والطهر للصلوات، قال الله عز وجل: ﴿يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم﴾ (٢٠) الآية، وقال: ﴿يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا﴾ (٢١) الآية، وقال: ﴿فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب﴾ (٢٢) الآية، فهذا أيضا مما فرض الله على اليدين، لان الضرب من علاجهما، وفرض على الرجلين [المشي إلى طاعة الله و] (٢٣) أن لا يمشي بهما في شئ من معاصي الله، وأن تنطلقا إلى ما أمر الله به، وفرض عليهما من المشي فيما يرضي الله عز وجل، فقال في ذلك: (ولا تمش) (٢٤) الآية، وقال عز وجل: ﴿واقصد﴾ (٢٥) الآية، (٢٦) وقال فيما شهدت به الأيدي والأرجل على أنفسها وعلى أربابها، من نطقها بما أمر الله به وفرض عليها:
﴿اليوم نختم﴾ (٢٧) الآية، فهذا أيضا مما فرض الله على اليدين والرجلين، وهو عملهما وهو من الايمان، وفرض على الوجه السجود بالليل والنهار في مواقيت الصلاة، فقال: ﴿يا أيها الذين آمنوا اركعوا﴾ (28) الآية، فهذه فريضة جامعة على الوجه واليدين والرجلين، وقال في موضع آخر: (وأن المساجد) (29) الآية، فهذا ما فرض على الجوارح من الطهور