فرحمهم وكشف عنهم وكان يوم عاشورا يوم الجمعة. (فإنها ريح عذاب لا تلقح شيئا من الحيوان ولا شيئا من النبات) فلا ينتفع منها النفس الحيوانية والنفس النباتية لشدة حرارتها من فيح جهنم واشتمالها على النار المهلكة لهما (فأمر الخزان أن يخرجوا منها على مقدار سعة الخاتم) لعل هذا أعلى المقادير المقدرة لخروج الريح المهلكة لعاد وأدناها مثل خرق الأبرة ثم خرجت بعد العتو على مقدار الأدنى فلا ينافي ما في الفقيه حيث قال: قال (عليه السلام) «ما خرجت ريح قط إلا بمكيال الازمن عاد فإنها عتت على خزانها فخرجت في مثل خرق الأبرة فأهلكت قوم عاد» (فخرج على مقدار منخر الثور) المنخر بفتح الميم والخاء وتكسر وضمهما وكمجلس الأنف وخرقه (تغيظا منها على قوم عاد) دل على أن لها شعورا وإدراكا ولا يبعد من قدرة الله تعالى أن يجعل لها مشاعر ومدارك فلا حاجة إلى التأويل في نسبة التغيظ والعتو إليها ولا في نسبة الخطاب والأمر إليها باعتبار أنها جماد والجماد لا يتصف بهذه الصفات ولا يؤمر بشيء كما زعمه بعض الناس وقال، التغيظ والعتو لأهلها والأمر للدلالة على التسخير، ومما يؤيد ما قلناه ما رواه في الفقيه من أن للريح وجها وجناحين. (وأهلكت قوم عاد ومن كان بحضرتهم) أي في فنائهم وقربهم وهذه الريح سخرها الله تعالى عليهم سبع ليال أو ثمانية أيام حسوما أي دائمة متتابعة فلما رأوها جمعوا نساءهم وصبيانهم وأموالهم في شعب وأحاطوا حولهم آخذين بأيديهم وقد كانوا عظيم الجثة، طويل القامة، عريض البدن كثير القوة، شديد البطش كان أطولهم ثلاثمائة ذراع وأقصرهم مائة ذرع فقالوا ما تفعل هذه الرياح بنا فأخذت الريح أولا محصوريهم وأطارتهم في الهواء وأهلكتهم ثم أخذتهم ورفعتهم وأهلكتهم ومن لم يخرج منهم إلى الشعب وتحصنوا في بيوتهم هدمت الريح بيوتهم عليهم وأخرجت بعضهم من البيت ورفعته وأهلكته.
* الأصل:
65 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (عليه السلام): من ظهرت عليه النعمة فليكثر ذكر «الحمد لله» ومن كثرت همومه فعليه بالاستغفار ومن ألح عليه الفقر فليكثر من قول: «لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم» ينفي عنه الفقر، وقال: فقد النبي (صلى الله عليه وآله) رجلا من الأنصار، فقال ما غيبك عنا؟ فقال: الفقر يا رسول الله وطول السقم، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله) ألا أعلمك كلاما إذا قلته ذهب عنك الفقر والسقم؟ فقال: بلى يا رسول الله، فقال: إذا أصبحت وأمسيت فقل: «لا حول ولا قوة إلا بالله] العلي العظيم [توكلت على الحي الذي لا يموت والحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا» فقال الرجل: فوالله ما قلته إلا ثلاثة أيام حتى ذهب عني الفقر والسقم.
* الشرح: