هكذا، فقال أبو جعفر (عليه السلام) ويحك يا قتادة إنما يعرف القرآن من خوطب به.
* الشرح:
(فإن كنت تفسره بعلم فأنت أنت - اه) أي أنت المفسر الذي يجوز له التفسير والرجوع إليه والحاصل أنت كامل في العلم وفي هذا الخبر دلالة على أن متشابهات القرآن بل متشابهات الأحاديث أيضا وجب ردها إلى أهل الذكر (عليه السلام) ولا يجوز التفسير بما استحسنه الرأي واختلف مخالفونا فبعضهم قال: وجب الرد إلى الله سبحانه وذهب معظم المتكلمين إلى أنها تصرف عن ظاهرها المحال ثم تأول على ما يليق ويقتضيه الحال.
* الأصل:
486 - علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن مفضل بن صالح عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله): أخبرني الروح الأمين أن الله لا إله غيره إذا وقف الخلائق وجمع الأولين والآخرين اتي بجهنم تقاد بألف زمام أخذ بكل زمام مائة ألف ملك من الغلاظ الشداد ولها هده وتحطم وزفير وشهيق. وإنها لتزفر الزفرة فلولا أن الله عز وجل أخرها إلى الحساب لأهلكت الجميع، ثم يخرج منها عنق يحيط بالخلائق البر منهم والفاجر فما خلق الله عبدا من عباده ملك ولا نبي إلا وينادي يا رب نفسي نفسي، وأنت تقول: يا رب امتي امتي ثم يوضع عليها صراط أدق من الشعر وأحد من السيف، عليه ثلاث قناطر: الاولى: عليها الأمانة والرحمة، والثانية: عليها الصلاة، والثالثة: عليها رب العالمين لا إله غيره فيكلفون الممر عليها فتحبسهم الرحمة والأمانة فإن نجوا منها حبستهم الصلاة، فإن نجوا منها كان المنتهى إلى رب العالمين جل ذكره وهو قول الله تبارك وتعالى: (إن ربك لبالمرصاد) والناس على الصراط فمتعلق تزل قدمه وتثبت قدمه، والملائكة حولها ينادون يا كريم يا حليم اعف واصفح وعد بفضلك وسلم، والناس يتهافتون فيها كالفراش فإذا نجا ناج برحمة الله تبارك وتعالى نظر إليها فقال: الحمد لله الذي نجاني منك بعد يأس بفضله ومنه إن ربنا لغفور شكور.
* الشرح:
(أتى بجهنم تقاد بألف زمام أخذ بكل زمام مائة ألف ملك - اه) كما قال عز وجل (وبرزت الجحيم لمن يرى) وقال (وجئ يومئذ بجهنم) قال القاضي وفي الحديث يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام مع كل زمام ألف ملك يجرونها، والزمام بالكسر: ما يزم به من زمه إذا شده، والهدة: صوت ما يقع من السماء مثل الرعد، والتحطم: التلظي والتلهب، والزفير: إخراج النفس بعد مدة، والشهيق:
رده، والعنق من الشئ: قطعة منه ونفسي منصوب بفعل مقدر أي احفظ أو أخلص أو أنج