شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٧ - الصفحة ٥٩
تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم) أمير المؤمنين (عليه السلام) والأئمة (عليهم السلام)».
* الشرح:
قوله: (في قوله تعالى: (هو الذي أنزل عليك الكتاب فيه آيات محكمات)) كما أن في الكتاب آيات محكمات معراة عن احتمال خلاف المقصود أحكامها لفظا ومعنى هن ام الكتاب وأصله يرد إليها غيرها، واخر متشابهات محتملات لوجوه مختلفة بعضها ظاهر وبعضها باطن وبعضها حق وبعضها باطل، لا يعرف الحق من الباطل إلا الراسخون في العلم، وأما الذين في قلوبهم زيغ وانحراف عن الحق فيتبعون ما تشابه منه ويتلقونه بوجه باطل لابتغاء فتنة الناس عن دينهم بالتشكيك والتلبيس وابتغاء تأويله على ما يشتهونه، كذلك في هذه الامة طائفة محكمة في الظاهر والباطن والعلم والعمل هم بمنزلة الآيات وهم أمير المؤمنين والأئمة (عليهم السلام)، وطائفة متشابهة بمنزلة الآيات المتشابهات لهم ظاهر وباطن، ظاهرهم الإسلام وباطنهم الكفر والنفاق وهم فلان وفلان وفلان يعني الثلاثة، وما يعلم تأويل كفرهم وفساد رأيهم وبطلان عقيدتهم إلا الله والراسخون في العلم وهم أمير المؤمنين والأئمة من بعده ومن تبعهم، فأما الذين في قلوبهم زيغ وانحراف عن الحق إلى الباطل فيتبعون الطائفة المتشابهة لابتغاء الفتنة يعني متاع الدنيا وابتغاء تأويلهم بعد قبايحهم حسنات، وبالجملة شبه الأئمة بالآيات المحكمات (1) والأول والثاني والثالث بالمتشابهات، وأصحابهم بالذين في قلوبهم زيغ فيتبعون المتشابه، والله العالم.
* الأصل:
15 - الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن مثنى، عن عبد الله بن عجلان، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله تعالى: (أم حسبتم أن تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ولم يتخذوا

١ - قوله: «شبه الأئمة بالآيات المحكمات» التمثل بالقرآن جائز في كل مورد يناسب معنى الآية ووقع في أحاديث الأئمة (عليهم السلام) منها كثير، والتمثل بالقرآن احسن وأولى من التمثل بأشعار العرب وأقوال الفصحاء، وتمثل أمير المؤمنين (عليه السلام) بقول الأعشى:
شتان ما يومي على كورها * ويوم حيان أخي جابر وحكي أن نوح بن منصور الساماني خوف بعض قواده الخارج عن طاعته بالعذاب والتنكيل وأرسل إليه كتابا في ذلك، فكتب في جوابه كاتب القائد: (يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين)، وهو من أحسن التمثلات، وقد جرت سيرة الادباء بالتمثل بالآيات والأحاديث كثيرا وكذلك الأئمة (عليهم السلام) تمثلوا، وربما يتوهم الجاهل أنه من التفسير وأن غرض الأئمة (عليهم السلام) بيان مورد الآية ومعناها، وقول الشارح هنا يشير إلى ما ذكر، يعني ليس مراد الإمام (عليه السلام) تفسير المحكمات بأمير المؤمنين (عليه السلام)، بل المراد التشبيه والتمثيل وأن الشيء بالشيء يذكر. (ش)
(٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب فيما جاء أن حديثهم صعب مستصعب 3
2 باب ما أمر النبي (صلى الله عليه وآله) بالنصيحة لأئمة المسلمين واللزوم لجماعتهم ومن هم؟ 14
3 باب ما يجب من حق الإمام على الرعية وحق الرعية على الإمام 22
4 باب أن الأرض كلها للامام (عليه السلام) 34
5 باب سيرة الإمام في نفسه وفي المطعم والملبس إذا ولي الأمر 43
6 باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية 51
7 باب فيه نتف وجوامع من الرواية في الولاية 128
8 باب في معرفتهم أولياءهم والتفويض إليهم 137
9 باب النهي عن الإشراف على قبر النبي (صلى الله عليه وآله) 194
10 باب مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه 196
11 باب مولد الزهراء فاطمة (عليها السلام) 213
12 باب مولد الحسن بن علي صلوات الله عليهما 226
13 باب مولد الحسين بن علي (عليهما السلام) 231
14 باب مولد علي بن الحسين (عليهما السلام) 236
15 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام 240
16 باب مولد أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام 245
17 باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام 252
18 باب مولد أبي الحسن الرضا عليه السلام 273
19 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليهما السلام 284
20 باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام 296
21 باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام 312
22 باب مولد الصاحب (عليه السلام) 335
23 باب ما جاء في الاثني عشر والنص عليهم (عليهم السلام) 357
24 باب في ذا قيل في الرجل شيء فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد ولده فهو الذي قيل 383
25 باب أن الأئمة كلهم قائمون بأمر الله تعالى هادون إليه (عليهم السلام) 384
26 باب صلة الإمام (عليه السلام) 386
27 باب الفيء والأنفال وتفسير الخمس وحدوده وما يجب فيه 389
28 فهرس الآيات 417