شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٧ - الصفحة ٥٨
وابن السبيل، وقال بعضهم: يصرف سهم الله إلى الكعبة ثم يقسم ما بقي على خمسة اقسام قسمان للسلطان والثلاثة للثلاثة، وقيل: سهم الله لبيت المال، والباقي كما ذكر.
* الأصل:
13 - الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن عبد الله بن سنان قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: (وممن خلقنا امة يهدون بالحق وبه يعدلون) قال: هم الأئمة.
* الشرح:
قوله (وممن خلقنا أمة) وصف الله تعالى أمة - يعني طائفة من هذه الأمة - بأنهم يهدون الخلق بالحق الذي هو دين الإسلام وحدوده ومعارفه، وبه يعدلون أي بالحق يعدلون ويحكمون حكما عدلا وقسطا لا ظلما وجورا، وقد أشار (عليه السلام) إلى أنهم الأئمة (عليهم السلام) ولا ريب فيه لأن تلك الصفات لا تتحقق إلا فيمن هو أمين معصوم عادل عارف عالم بالدين وأحكامه وحدوده بأسرها، وهم أهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله) كما دل عليه قوله المنقول من طرق العامة والخاصة: «مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح - الحديث» وقال القاضي: (ذكر الله تعالى ذلك بعدما بين أنه خلق للنار طائفة ضالين ملحدين عن الحق للدلالة على أنه خلق أيضا للجنة امة هادين بالحق عادلين في الأمر).
أقول: فانظر كيف أجرى الله سبحانه الحق على لسانه ليكون حجة عليه; لأن هذه الامة وجب أن يكون بهذه الصفة أبدا وإلا لزم اندراجهم في الامة الاولى فبطل الغرض من خلقهم، والمتصف بهذا الصفة أبدا لا يكون إلا معصوما، لا يقال: لعله يراد بهذه الامة أهل الإجماع وهم معصومون فيما أجمعوا عليه بدليل قوله: «لا يزال من أمتي طائفة على الحق إلى أن يأتي أمر الله»، لأنا نقول:
لا دلالة في الآية على أنه تعالى خلق في كل عصر طائفة موصوفين بالصفات المذكورة وعلى اجتماعهم في أمر واحد لجواز أن يخلق كل واحد منهم في عصر، ولو سلم فنقول: اختلاف أهل الإجماع في الموارد الكلية والجزئية أكثر من اتفاقهم على بعض تلك الموارد، فيكون عدولهم عن الحق أكثر من قيامهم بالحق، وهو ينافي دوام القيام بالحق المستفاد من الآية، والحديث المذكور - كالآية - دليل لنا لا علينا، وتمام البحث قد ذكرناه في بعض كتبنا الاصولية.
* الأصل:
14 - الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن محمد بن اورمة، عن علي بن حسان، عن عبد الرحمن بن كثير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله تعالى، (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن ام الكتاب) قال: «أمير المؤمنين (عليه السلام) والأئمة، (واخر متشابهات) قال: فلان وفلان، (فأما الذين في قلوبهم زيغ) أصحابهم وأهل ولايتهم (فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء
(٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب فيما جاء أن حديثهم صعب مستصعب 3
2 باب ما أمر النبي (صلى الله عليه وآله) بالنصيحة لأئمة المسلمين واللزوم لجماعتهم ومن هم؟ 14
3 باب ما يجب من حق الإمام على الرعية وحق الرعية على الإمام 22
4 باب أن الأرض كلها للامام (عليه السلام) 34
5 باب سيرة الإمام في نفسه وفي المطعم والملبس إذا ولي الأمر 43
6 باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية 51
7 باب فيه نتف وجوامع من الرواية في الولاية 128
8 باب في معرفتهم أولياءهم والتفويض إليهم 137
9 باب النهي عن الإشراف على قبر النبي (صلى الله عليه وآله) 194
10 باب مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه 196
11 باب مولد الزهراء فاطمة (عليها السلام) 213
12 باب مولد الحسن بن علي صلوات الله عليهما 226
13 باب مولد الحسين بن علي (عليهما السلام) 231
14 باب مولد علي بن الحسين (عليهما السلام) 236
15 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام 240
16 باب مولد أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام 245
17 باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام 252
18 باب مولد أبي الحسن الرضا عليه السلام 273
19 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليهما السلام 284
20 باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام 296
21 باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام 312
22 باب مولد الصاحب (عليه السلام) 335
23 باب ما جاء في الاثني عشر والنص عليهم (عليهم السلام) 357
24 باب في ذا قيل في الرجل شيء فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد ولده فهو الذي قيل 383
25 باب أن الأئمة كلهم قائمون بأمر الله تعالى هادون إليه (عليهم السلام) 384
26 باب صلة الإمام (عليه السلام) 386
27 باب الفيء والأنفال وتفسير الخمس وحدوده وما يجب فيه 389
28 فهرس الآيات 417