* الشرح:
قوله (لا تحسبن الذين قتلوا - إلى قوله - مات شهيدا) ذكر الآية الكريمة مقدمة وتمهيد لما بعدها من أن النبي (ص) يمكن مجيئه ورؤيته، والحاصل أنه شهيد وكل شهيد حي فهو حي فيمكن أن يجيء ويرى وقد أشار إلى أنه يجيء على وجه المبالغة بقوله: والله ليأتينك إكمالا للحجة عليك كما أكملها قبل الموت فأيقن إذا جاءك أنه رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولا تظن أنه الشيطان فإن الشيطان غير متخيل ولا متمثل بصورته. يدل عليه أيضا ما رواه في كشف الغمة عن أبى الحسن الرضا (عليه السلام) قال: لقد حدثني أبى عن جدى عن أبيه رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: من رآني في منامه فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي ولا في صورة أحد من أوصيائي ولا في صورة أحد من شيعتهم وإن الرؤيا الصادقة جزء من سبعين جزءا من النبوة. ومن طرق العامة عنه (صلى الله عليه وآله) قال: «من رآني في المنام فقد رآني لأن الشيطان لا يتمثل بي»، ومن ثم قالوا: من رأى صورته في النوم أو اليقظة وقال له: أنا رسول الله أو قال شخص آخر هو رسول الله أو الهم في قلبه (1) أنه رسول الله فقد رآه وليس المرئى من تخييلات الشيطان. قال محي الدين البغوي اختلف فقال الباقلاني: معنى فقد رآني رؤياه حق ليس بأضغاث أحلام ولا تمثيل الشيطان وإن رآه على غير الصفة التي كان عليها في الحياة وانما تلك الأمثلة من فعل الله تعالى (2) جعلها علما على ما تأول به من تبشير أو إنذار فينبغي أن يبحث عن تأويلها كما رآه أبيض اللحية أو على غير لونه، وحمل آخرون الحديث على ظاهره وأن المراد من رآه فقد أدركه وقالوا لا مانع من ذلك ولا عقل يحيله حتى يصرف الكلام عن ظاهره