فيها أحد.
* الشرح:
قوله (قال: لما هلك أبو بكر) لا حاجة إلى قال فكأنه للتأكيد أو عطف على قال بحذف العاطف، ونظير ذلك كثير.
قوله (يهود يثرب) يثرب اسم للمدينة، قال الآبي: روي أن لها في التورية أحد عشر اسما:
المدينة، وطابة، وطيبة، والسكينة، وجابرة، والمحفة، والمحبوبة، والقاصدة، والمجبورة، والعذراء والمرحومة، وقال السهيلي: إنما سميت يثرب باسم رجل من العمالقة وهو أول من نزلها منهم وهو يثرب بن قابد بن عقيل بن هلايل بن عوض بن عملاق بن ولاد بن ارم بن سام بن نوح (عليه السلام) ولما دخلها النبي (صلى الله عليه وآله) كره لها هذا الاسم لما فيه من لفظ التثريب، وسماها طيبة، وطابة، والمدينة، فإن قيل قد سماها الله تعالى به في القرآن فالجواب إنما سماها به حاكيا ذلك عن المنافقين في قوله: (وإذ قالت طائفة منهم) الآية، فنبه بما حكى عنهم أنهم رغبوا عما سماها الله تعالى ورسوله وأبوا إلا ما كانوا عليه في الجاهلية، والله سبحانه وتعالى قد سماها المدينة في قوله تعالى: (لأهل المدينة) وقال القرطبي: كره (صلى الله عليه وآله) اسمها يثرب لما فيه من الثراب، وكانت الجاهلية تسميها بذلك باسم موضع منها كان اسمها يثرب.
قوله (لست هناك) أي لست في هذه المرتبة التي ذكرتها.
قوله (اريد أن أعلم هل يعلمه أحد منكم) أشار بذلك إلى أنه كان عالما بهذه الأشياء وإنما يسألها للامتحان والاختبار ليعلم ثبوت هذه الشريعة وحقيقتها.
قوله (فأخبره أمير المؤمنين (عليه السلام)) في كتاب كمال الدين فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): أما سؤالك عن أول شجرة نبتت على وجه الأرض فإن اليهود يزعمون أنها الزيتونة وكذبوا وإنما هي النخلة من العجوة هبط بها آدم (عليه السلام) معه من الجنة فغرسها وأصل النخلة كله منها، وأما قولك وأول عين نبعت على وجه الأرض فإن اليهود يزعمون أنها العين التي ببيت المقدس تحت الحجر وكذبوا وهي عين الحيوان التي ما انتهى إليه أحد إلا حيى، وكان الخضر (عليه السلام) على مقدمة ذي القرنين فطلب عين الحياة فوجدها الخضر (عليه السلام) وشرب منها (1) ولم يجدها ذو القرنين، وأما قولك عن أول حجر