قوله (ثم قال لي: ما فعل جعفر) هو جعفر بن المعتصم أخو الواثق، والناس جعلوه خليفة بعد الواثق، ولقبوه بالمتوكل على الله، وتركوا محمد بن الواثق لصغر سنه، وقالوا لا نجعل من لا يمكن الصلاة خلفه بعد خليفة.
قوله (ما فعل ابن الزيات) هو محمد بن عبد الملك الزيات كان وزير الواثق ووزير أبيه المعتصم، وصاحب تدبير في ملكهما.
قوله (أما أنه شؤم عليه) ضمير أنه راجع إلى جعفر، وضمير عليه إلى ابن الزيات، ووجه ذلك أنه قتله ولا شؤم أعظم من ذلك، ولقتله أسباب: منها أن ابن الزيات أراد أن يجعل محمد بن الواثق بعد أبيه خليفة ولم يوافقه سائر الأمراء، ورضوا بخلافة جعفر فانتقم منه جعفر بعد الاستقلال.
* الأصل:
2 - الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن أحمد بن محمد بن عبد الله، عن محمد بن يحيى، عن صالح بن سعيد قال: دخلت على أبي الحسن (عليه السلام) فقلت له: جعلت فداك في كل الأمور أرادوا إطفاء نورك والتقصير بك، حتى أنزلوك هذا الخان الأشنع، خان الصعاليك؟ فقال: ههنا أنت يا ابن سعيد؟ ثم أومأ بيده وقال: انظر، فنظرت، فإذا أنا بروضات آنقات وروضات باسرات، فيهن خيرات عطرات وولدان كأنهن اللؤلؤ المكنون وأطيار وظباء وأنهار تفور، فحار بصري وحسرت عيني، فقال: حيث كنا فهذا لنا عتيد، لسنا في خان الصعاليك.
* الشرح:
قوله (قال: دخلت على أبي الحسن (عليه السلام)) يعني في سر من رأى وذلك أن يحيى بن هرثمة (1) حين أنهض (عليه السلام) من المدينة إلى سر من رأى أنزله بأمر المتوكل في خان الصعاليك فدخل عليه صالح بن سعيد وقال ما قال تأسفا وتحسرا من فوات تعظيمه الواجب وتكريمه اللازم على جميع