أبي الحسن (عليه السلام) المدينة فقال لي: ما خبر الواثق عندك؟ قلت: جعلت فداك خلفته في عافية، أنا من أقرب الناس عهدا به، عهدي به منذ عشرة أيام، قال: فقال لي: إن أهل المدينة يقولون: إنه مات، فلما أن قال لي: «الناس» علمت أنه هو، ثم قال لي: ما فعل جعفر؟ قلت: تركته أسوء الناس حالا في السجن قال: فقال: أما إنه صاحب الأمر، ما فعل ابن الزيات؟ قلت: جعلت فداك الناس معه والأمر أمره، قال: فقال: أما إنه شؤم عليه، قال: ثم سكت وقال لي: لابد أن تجري مقادير الله تعالى وأحكامه، يا خيران مات الواثق وقد قعد المتوكل جعفر وقد قتل ابن الزيات، فقلت: متى جعلت فداك؟ قال: بعد خروجك بستة أيام.
* الشرح:
قوله (عن خيران الأسباطي) كأنه خيران الخادم الثقة من أصحاب أبي الحسن الثالث ومولى الرضا عليهما السلام.
قوله (فقال لي: ما خبر الواثق) (1) هو الواثق بالله هارون بن المعتصم بن هارون الرشيد استخلف بعد أبيه المعتصم، والمعتصم بعد أخيه المأمون ومات الواثق سنة اثنتي وثلاثين ومائتين وله ستة وثلاثون سنة، وقيل: سبعة وثلاثون، ومدة ملكه خمس سنين وأربعة أشهر، وقيل: خمس سنين وتسعة أشهر وثلاثة عشر يوما.
قوله (فلما أن قال لي الناس علمت أنه هو) إن الظاهر أنه كلام خيران يعني لما قال لي أبو الحسن (عليه السلام) الناس يعني أهل المدينة يقولون أنه مات علمت بالحدس أنه (عليه السلام) هو الذي يقول بأنه مات. ويخبرني بذلك.