شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٤ - الصفحة ١٧٩
وقت بوقته بحيث لا يتأخر المتقدم ولا يتقدم المتأخر فهي تخبر بسبب كونها موقتة أن لا وقت لموقتها لامتناع تشبيهه بخلقه وارتباط وجوده بوقت وافتقاره إلى الموقت، وسبق العدم على وجوده (حجب بعضها عن بعض) (1) أما تحقق الحجاب بين المحسوسات بعضها عن بعض وبين المحسوسات والحواس فظاهر، وأما تحققه بين المعقولات والعقل ويسمى ذلك الحجاب بالحجاب العقلي فلأن كثيرا من الأمور المعقولة لا يدركه العقل أصلا ولا يصدق بوجودها أبدا لعدم ارتباطها بما أدركه أو لبعد ارتباطها عنه أو لخفائها وغاية دقتها

1 - قوله: «وحجب بعضها عن بعض» الزمان والمكان كلاهما حاجبان، والمناسبة بين الحجاب والزمان حيث ذكره بعده أن الزمان علة للحجاب والواقع في زمان معين لا يعلم ما في الماضي والمستقبل وكذا الواقع في مكان لا يعلم ما في مكان آخر، وأما واجب الوجود وما خلقه لا في زمان ومكان، فإن نسبة جميع الأزمنة والأمكنة إليهم واحد، ونفس الإنسان باعتبار جسمانيتها محجوبة كساير الجسمانيات فإنه لا يمكن لها الاطلاع على الغائبات بخلاف ذاتها المجردة. ألا ترى أن الإنسان في النوم أو في الرياضات إذا تخلى بنفسه وانصرف من عالم الطبيعة إلى باطنه قد يرى الأمور الغائبة والمستقبلة. (ش)
(١٧٩)
مفاتيح البحث: النوم (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 ... » »»
الفهرست