مفرقها ومؤلفها وصفاته مثل العلم والقدرة والحكمة (1) والتقدير والتدبير فإن تفريق أجزاء العناصر منها مع وجود الداعي إلى الاجتماع (2) والالتصاق، وتأليف تلك الأجزاء مع وجود الداعي إلى الافتراق من أعظم الدلايل الدالة على ما ذكر، وكذا تفريق الأشياء المتدانية بأجناسها وأنواعها وأشخاصها وحدودها وحقيقتها وأشكالها وصفاتها مقاديرها وغرايزها وأخلاقها كما هي في نظام الوجود دليل واضح على ذلك، وكذا تأليف الأرواح بالأبدان مع كمال المعاداة بينهما بحسب الذات والصفات واللطافة والكثافة وإحداث الملايمة بينهما وتخصيص كل نفس ببدن من الأبدان على وجه تشتغل بتدبيره وإصلاحه واستعماله فيما يعود إليه من المصالح والمنافع على النظام الأقصد والطريق الأرشد، ثم التفريق بينهما بقطع الملايمة وإزالة الارتباط دليل قاطع على ذلك وقس على ما ذكرنا سائر التفريقات والتأليفات الواقعة في هذا العالم (وذلك قوله تعالى (ومن كل شيء خلقنا زوجين (3) لعلكم تذكرون) أي ذلك المعنى المذكور أعني وقوع التأليف والتفريق في الأشياء
(١٧٥)