وجوده في كل ذرة من الموجودات وارتباط إشراق جوده بكل معقول من المعقولات كما قال:
(وأشرقت الأرض بنور ربها) وقال: (أفي الله شك فاطر السماوات والأرض) ويحتمل أن يراد أنه حجب بعضها عن بعض بحجاب حسي ليعلم أنه ليس بينه وبين خلقه حجاب حسي وإلا لرفع التشبيه بالمحسوس في المحسوسية والوضع والجهة والجسمية، لأن الحجاب الحسي إنما يحجب من المحسوسات ذا الوضع والجهة والجسمية، والله سبحانه منزه عنها (كان ربا إذ لا مربوب) (1) إذ ظرفية على توهم الزمان أي كان ربا في الأزل ولم يكن شيء من المربوب موجودا فيه لأنه كان مالكا لأزمة الإمكان وتصريفه من العدم إلى الوجود ومن الوجود إلى العدم حيث شاء ومتى أراد.
(وإلها إذ لا مألوه) إذ كان في الأزل مستحقا للعبادة، ولا يتوقف هذا المعنى على وجود المألوه.
(وعالما إذ لا معلوم); لأن علمه بالأشياء عين ذاته وتقدم ذاته على معلولاته الحادثة ومعلوماته الكاينة ظاهر فظهر أنه كان عالما ولم يكن معلوم في الوجود سوى ذاته فهو كان في الأزل عالما ومعلوما وعلما ولم يكن معه شيء.
(وسميعا إذ لا مسموع) لأن سمعه عبارة علمه بالمسموعات وهو سبحانه كان في الأول عالما بها