تجحف بالفريقين من البائع والمبتاع (1)، فمن قارف حكرة بعد نهيك فنكل وعاقب في غير إسراف. فإن رسول الله صلى الله عليه وآله فعل ذلك.
ثم الله الله في الطبقة السفلى من الذين لا حيلة لهم والمساكين والمحتاجين وذوي البؤس، والزمني (2)، فإن في هذه الطبقة قانعا ومعترا (3) فاحفظ الله ما استحفظك من حقه فيها واجعل لهم قسما من غلات صوافي الاسلام (4) في كل بلد، فإن للأقصى منهم مثل الذي للأدنى. وكلا قد استرعيت حقه فلا يشغلنك عنهم نظر (5)، فإنك لا تعذر بتضييع الصغير لأحكامك الكثير المهم (6)، فلا تشخص همك عنهم. ولا تصعر خدك لهم وتواضع لله يرفعك الله واخفض جناحك للضعفاء واربهم (7) إلى ذلك منك حاجة وتفقد من أمورهم ما لا يصل إليك منهم ممن تقتحمه العيون (8) وتحقره الرجال، ففرغ لأولئك ثقتك (9) من أهل الخشية والتواضع فليرفع إليك أمورهم، ثم اعمل فيهم بالاعذار إلى الله يوم تلقاه، فإن هؤلاء أحوج إلى الانصاف من غيرهم وكل فأعذر إلى الله في تأدية حقه إليه. وتعهد أهل اليتم والزمانة والرقة في السن ممن لا