فيها أحسن حالا من المثقل (1) فارتد لنفسك قبل نزولك (2) واعلم أن الذي بيده ملكوت خزائن الدنيا والآخرة قد أذن بدعائك وتكفل بإجابتك وأمرك أن تسأله ليعطيك وهو رحيم، لم يجعل بينك وبينه ترجمانا. ولم يحجبك عنه. ولم يلجئك إلى من يشفع إليه لك. ولم يمنعك إن أسأت التوبة (3). ولم يعيرك بالإنابة. ولم يعاجلك بالنقمة. ولم يفضحك حيث تعرضت للفضيحة. ولم يناقشك بالجريمة. ولم يؤيسك من الرحمة. ولم يشدد عليك في التوبة فجعل النزوع عن الذنب حسنة (4). وحسب سيئتك واحدة. وحسب حسنتك عشرا. وفتح لك باب المتاب والاستيناف (5)، فمتى شئت سمع نداءك ونجواك فأفضيت إليه بحاجتك (6) وأنبأته عن ذات نفسك وشكوت إليه همومك واستعنته على أمورك وناجيته بما تستخفي به من الخلق من سرك (7) ثم جعل بيدك مفاتيح خزائنه فألحح (8) في المسألة يفتح لك باب الرحمة بما أذن لك فيه من مسألته، فمتى شئت استفتحت بالدعاء أبواب خزائنه، فألحح ولا يقنطك إن أبطأت عنك الإجابة فإن العطية على قدر المسألة وربما أخرت عنك الإجابة ليكون أطول للمسألة وأجزل للعطية وربما سألت الشئ فلم تؤتاه وأوتيت خيرا منه عاجلا وآجلا، أو صرف عنك لما هو خير لك فلرب أمر قد طلبته فيه هلاك دينك لو أوتيته ولتكن مسألتك فيما يعنيك مما يبقى لك جماله [أ] وينفى عنك وباله والمال لا يبقى له ولا تبقى له، فإنه يوشك أن ترى عاقبة أمرك حسنا أو سيئا أو يعفو العفو الكريم.
(٧٥)