نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج ٣ - الصفحة ٣٥
وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وذكرت أنه ليس لي ولأصحابي إلا السيف فلقد أضحكت بعد استعبار (1)، متى ألفيت بني عبد المطلب عن الأعداء ناكلين (2) وبالسيوف مخوفين * لبث قليلا يلحق الهيجا حمل (3) * فسيطلبك من تطلب، ويقرب منك ما تستبعد، وأنا مرقل نحوك (4) في جحفل من المهاجرين والأنصار والتابعين لهم بإحسان شديد زحامهم (5)، ساطع قتامهم، متسربلين سرابيل الموت (6) أحب اللقاء إليهم لقاء ربهم، قد صحبتهم ذرية بدرية (7) وسيوف هاشمية، قد عرفت مواقع نصالها في أخيك وخالك وجدك وأهلك (8) " وما هي من الظالمين ببعيد "
____________________
المبالغ في النصح لمن لا ينتصح أي ربما تنشأ التهمة من إخلاص النصيحة عند من لا يقبلها. وصدر البيت * وكم سقت في آثاركم من نصيحة * (1) الاستعبار البكاء فقوله يبكي من جهة أنه إصرار على غير الحق وتفريق في الدين، ويضحك لتهديد من لا يهدد (2) ألفيت: وجدت.
وناكلين: متأخرين (3) لبث بتشديد الباء فعل أمر من لبثه إذا استزاد لبثه.
أي مكثه، يريد أمهل. والهيجاء: الحرب. وحمل بالتحريك هو ابن بدر رجل من قشير أغير على إبله في الجاهلية فاستنقذها وقال:
لبث قليلا يلحق الهيجا حمل * لا بأس بالموت إذا الموت نزل فصار مثلا يضرب للتهديد بالحرب (4) مرقل: مسرع. والجحفل: الجيش العظيم (5) صفة لجحفل. والساطع: المنتشر. والقتام بالفتح: الغبار (6) متسربلين:
لابسين لباس الموت كأنهم في أكفانهم (7) من ذراري أهل بدر (8) أخوه حنظلة
(٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 ... » »»
الفهرست