نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج ٣ - الصفحة ٢٤
إليهم بالسكينة والوقار حتى تقوم بينهم فتسلم عليهم، ولا تخدج بالتحية لهم (1) ثم تقول: عباد الله أرسلني إليكم ولي الله وخليفته لآخذ منكم حق الله في أموالكم، فهل لله في أموالكم من حق فتؤدوه إلى وليه؟ فإن قال قائل لا، فلا تراجعه، وإن أنعم لك منعم (2) فانطلق معه من غير أن تخيفه أو توعده أو تعسفه أو ترهقه، فخذ ما أعطاك من ذهب أو فضة. فإن كان له ماشية أو إبل فلا تدخلها إلا بإذنه، فإن أكثرها له، فإذا أتيتها فلا تدخل عليها دخول متسلط عليه ولا ة عنيف به، ولا تنفرن بهيمة ولا تفزعنها ولا تسوءن صاحبها فيها، واصدع المال صدعين (3) ثم خيره، فإذا اختار فلا تعرضن لما اختاره.
ثم اصدع الباقي صدعين ثم خيره، فإذا اختار فلا تعرضن لما اختاره.
فلا تزال كذلك حتى يبقى ما فيه وفاء لحق الله في ماله فاقبض حق الله منه. فإن استقالك فأقله (4) ثم اخلطهما ثم اصنع مثل الذي صنعت أولا حتى تأخذ حق الله في ماله. ولا تأخذن عودا (5) ولا هرمة ولا
____________________
والاجتياز: المرور، أي لا تمر عليه وهو كاره لك لغلظة فيك (1) أخدجت السحابة قل مطرها أي لا تبخل (2) قال لك نعم. أو تعسفه تأخذه بشدة. وترهقه تكلفه ما يصعب عليه (3) اقسمه قسمين ثم خير صاحب المال في أيهما (4) أي فإن ظن في نفسه سوء الاختيار وأن ما أخذت منه الزكاة أكرم مما في يده وطلب الاعفاء من هذه القسمة فأعفه منها واخلظ وأعد القسمة (5) العود بفتح فسكون: السنة من الإبل. والهرمة
(٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 ... » »»
الفهرست