نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج ٣ - الصفحة ٣٣
وقوله تعالى " إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين " فنحن مرة أولى بالقرابة، وتارة أولى بالطاعة. ولما احتج المهاجرون على الأنصار يوم السقيفة برسول الله صلى الله عليه وآله فلجوا عليهم (1)، فإن يكن الفلج به فالحق لنا دونكم، وإن يكن بغيره فالأنصار على دعواهم وزعمت أني لكل الخلفاء حسدت وعلى كلهم بغيت، فإن يكن ذلك كذلك فليس الجناية عليك فيكون العذر إليك، * وتلك شكاة ظاهر عنك عارها (2) * وقلت إني كنت أقاد كما يقاد الجمل المخشوش حتى أبايع (3) ولعمر الله لقد أردت أن تذم فمدحت، وأن تفضح فافتضحت. وما
____________________
لا ينكره أحد (1) يوم السقيفة عندما اجتمعوا في سقيفة بني ساعدة بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم ليختاروا خليفة له وطلب الأنصار أن يكون لهم نصيب في الخلافة، فاحتج المهاجرون عليهم بأنهم شجرة الرسول ففلجوا أي ظفروا بهم، فظفر المهاجرين بهذه الحجة ظفر لأمير المؤمنين على معاوية، لأن الإمام من ثمرة شجرة الرسول، فإن لم تكن حجة المهاجرين بالنبي صحيحة فالأنصار قائمون على دعواهم من حق الخلافة، فليس لمثل معاوية حق فيها لأنه أجنبي منهم (2) شكاة بالفتح أي نقيصة وأصلها المرض. وظاهر من ظهر إذا صار ظهرا أي خلفا أي بعيد. والشطرة لأبي ذؤيب. وأول البيت * وعيرها الواشون أني أحبها * (3) الخشاش كتاب ما يدخل في عظم أنف البعير من خشب لينقاد. وخششت البعير: جعلت في أنفه الخشاش، طعن معاوية = = على الإمام بأنه كان يجبر على مبايعة السابقين من الخلفاء
(٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 ... » »»
الفهرست