وقطيعة الرحم وإن مرض كانت الام أحق بتمريضه في بيتها لأنه صار بالمرض كالصغير في الحاجة إلى من يقوم بأمره فكانت الام أحق به كالصغير، وإن اختار الام كان عندها ليلا ويأخذه الأب نهارا ليسلمه في مكتب أو في صناعة لأن القصد حظ الغلام وحظه فيما ذكرنا (فصل) وإن مرض أحد الأبوين والولد عند الآخر لم يمنع من عيادته وحضوره عند موته سواء كان ذكرا أو أنثى لأن المرض يمنع المريض من المشي إلى ولده فمشي ولده إليه أولى، فاما في حال الصحة فإن الغلام يزور أمه لأنها عورة فسترها أولى والام تزور ابنتها لأن كل واحدة منهما عورة تحتاج إلى صيانة وستر الجارية أولى الام قد تخرجت وعقلت بخلاف الجارية (مسألة) (فإن عاد فاختار الآخر نقل إليه فإن عاد فاختار الأول رد إليه) هكذا ابدا كلما اختار أحدهما صار إليه لأنه اختيار شهوة لحظ نفسه فاتبع ما يشتهيه كما يتبع ما يشتهيه في المأكول والمشروب وقد يشتهي المقام عند أحدهما في وقت، وعند الآخر في وقت وقد يشتهي التسوية بنيهما وأن لا ينقط عنهما (مسألة) (فإن لم يختر أحدهما أقرع بينهما) لأنه لا مزية لأحدهما على صاحبه ولا يمكن اجتماعهما على حضانته فيقدم إحداهما بالقرعة فإذا قدم بها ثم اختار الآخر نقل إليه لأننا قدمنا اختياره الثاني على الأول فعلى القرعة التي هي بدل أولى (مسألة) (وإذا استوى اثنان في الحضانة كالأختين قد أحدهما بالقرعة لما ذكرنا (فصل) فإن كان الأب معدوما أو من غير أهل الحضانة وحضر غيره من العصبات كالأخ والعم وابنه قام مقام الأب فيخير الإمام بينه وبين أمه لأن عليا رضي الله عنه خير عمارة الحزمي بين أمه وعمه ولأنه عصبة فأشبه الأب، وكذلك إن كانت الام معدومة أو من غير أهل الحضانة فحضنته الجدة خير العلام بينها وبين أبيه أو من يقوم مقامه من العصبات فإن كان الأبوان معدومين أو من غير أهل الحضانة فسلم إلى امرأة كأخته أو عمته أو خالته قامت مقام أمه في التخيير بينها وبين عصباته للمعنى المذكور في الأبوين فإن كان الأبوان رقيقين وليس له أحد من أقاربه سواهما فقال القاضي لا حضانة لهما عليه ولا نفقة له عليهما ونفقته في بيت المال ويسلم إلى من يحضنه من المسلمين (فصل) وإنما يخير الغلام بشرطين:
(أحدهما) أن يكونا جميعا من أهل الحضانة. فإن كان أحدهما من غير أهل الحضانة كان كالمعدوم وتعين الآخر:
(والثاني) ان لا يكون الغلام معتوها فإن كان معتوها كان عند الام ولم يخبر لأن المعتوه بمنزلة الطفل وإن كان كبيرا ولذلك كانت الام أحق بكفالة ولده المعتوه بعد بلوغه ولو خير الصبي فاختار