الحكيم أنت كهفي حين تعييني المذاهب في سعتها وتضيق بي الأرض برحبها ولولا رحمتك لكنت من الهالكين وأنت مقيل عثرتي ولولا سترك إياي لكنت من المفضوحين وأنت مؤيدي بالنصر على أعدائي ولولا نصرك إياي لكنت من المغلوبين يا من خص نفسه بالسمو والرفعة فأوليائه بعزه يعتزون يا من جعلت له الملوك نير المذلة على أعناقهم فهم من سطواته خائفون يعلم خاينة الأعين وما تخفى الصدور و غيب ما تأتى به الأزمنة والدهور يا من لا يعلم كيف هو الا هو يا من لا يعلم ما هو الا هو يا من لا يعلمه الا هو يا من كبس الأرض على الماء وسد الهواء بالسمآء يا من له أكرم الأسماء يا ذا المعروف الذي لا ينقطع ابدا يا مقيض الركب ليوسف في البلد القفر ومخرجه من الجب وجاعله بعد العبودية ملكا يا راده على يعقوب بعد أن ابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم يا كاشف الضر والبلوى عن أيوب و ممسك يدي إبراهيم عن ذبح ابنه بعد كبر سنه وفنآء عمره يا من استجاب لزكريا فوهب له يحيى ولم يدعه فردا وحيدا يا من اخرج يونس من بطن الحوت يا من فلق البحر لبني إسرائيل فأنجاهم وجعل فرعون وجنوده من المغرقين يا من ارسل الرياح مبشرات بين يدي رحمته يا من لم يعجل على من عصاه من خلقه يا من استنقذ السحرة من بعد طول الجحود وقد غدوا في نعمته يأكلون رزقه ويعبدون غيره و قد حادوه ونادوه وكذبوا رسله يا الله يا الله يا بدى يا
(٣٢٧)