بداية الحكمة - السيد محمد حسين الطباطبائي - الصفحة ٢٠٦
وهي (1) التي تعلق بها علمه (تعالى) قبل الإيجاد.
وفيه: أنه تقدم (2)، بطلان القول بثبوت المعدومات.
الثالث: ما نسب إلى الصوفية (3): أن للماهيات الممكنة ثبوتا علميا بتبع الأسماء والصفات، هو المتعلق لعلمه (تعالى) قبل الايجاد.
وفيه: أن القول بأصالة الوجود واعتبارية الماهيات ينفي أي ثبوت مفروض للماهية قبل وجودها العيني الخاص بها.
الرابع: ما نسب إلى افلاطن (4): أن علمه (تعالى) التفصيلي بالأشياء هو المفارقات النورية والمثل الإلهية التي تتجمع فيها كمالات الأنواع.
وفيه: أن ذلك على تقدير ثبوتها إنما يكفي لتصوير العلم التفصيلي بالأشياء في مرتبتها، لا في مرتبة الذات، فتبقى الذات خالية من الكمال العلمي وهو وجود صرف لا يشذ عنه كمال وجودي، هذا خلف.
الخامس: ما نسب إلى شيخ الإشراق (5)، وتبعه جمع من المحققين (6): أن الأشياء بأسرها - من المجردات والماديات - حاضرة بوجودها عنده (تعالى) غير غائبة عنه، وهو علمه التفصيلي بالأشياء.

(١) أي الماهيات.
(٢) راجع الفصل التاسع من المرحلة الأولى.
(٣) نسب إليهم في الأسفار ٦: ١٨١، وشرح المنظومة: ١٦٥.
ومنهم الشيخ العارف محيي الدين العربي في الفتوحات المكية ١: ٢٠٢، فنصوص الحكم: 48 - 58، وكذا الشيخ صدر الدين القونوي في مفتاح غيب الجمع والوجود كما في مصباح الانس: 82 - 83.
(4) نسب إليه في الملل والنحل 2: 82 - 89، والجمع بين رأيي الحكيمين: 105، والأسفار 6: 181، وشرح المنظومة: 165.
(5) واستفاده بزعمه في خلوته الذوقية عن روحانية أرسطاطاليس، كما في التلويحات:
70 - 74. وراجع حكمة الإشراق: 150 - 153، والمطارحات: 488.
(6) كالمحقق الطوسي في شرح مسألة العلم: 28 - 29، والعلامة الشيرازي في شرح حكمة الإشراق: 358 - 365، وابن كمونة ومحمد الشهرزوري - شارحي التلويحات - على ما في الأسفار 6: 181.
(٢٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 ... » »»