بداية الحكمة - السيد محمد حسين الطباطبائي - الصفحة ١٩٥
حجة أخرى:
الماهيات الممكنة المعلولة موجودة، فهي واجبة الوجود، لأن الشئ ما لم يجب لم يوجد، ووجوبها بالغير، إذ لو كان بالذات لم يحتج إلى علة، والعلة - التي بها يجب وجودها - موجودة واجبة، ووجوبها إما بالذات، أو بالغير وينتهي إلى الواجب بالذات، لاستحالة الدور والتسلسل (1).

(١) وهذا البرهان أيضا منسوب إلى الإلهيين. وهو نفس برهان الصديقين الذي ذكره الشيخ الرئيس في الإشارات، وتمسك به المحقق الطوسي والعلامة الحلي، راجع كشف المراد:
٢٨٠، والنافع يوم الحشر: ٨ - ٩، ومفتاح الباب: ٨٣ - ٩٧، وشوارق الإلهام: ٤٩٤ - ٥٠٠.
وفي المقام براهين اخر:
منها: برهان منسوب إلى الطبيعيين، وهو من طريق الحركة والتغير. تقريره: أن المحرك غير المتحرك، فلكل متحرك محرك غيره، وذلك المحرك لو كان متحركا فله محرك آخر غيره، ولا محالة تنتهي سلسلة المحركات إلى محرك بالذات، وإلا لزم الدور أو التسلسل.
والمحرك بالذات منزه من التغير، بل ثابت في وجوده، وهو واجب الوجود بالذات.
هذا البرهان نسب إلى الطبيعيين في المباحث المشرقية ٢: ٤٥١، وشرح الإشارات ٣: ٦٦، والأسفار ٦: ٤٢.
ومنها: برهان آخر منسوب إلى الطبيعيين، وهو من طريق النفس الانسانية. بيان ذلك: أن النفس الانسانية بما هي نفس لما كانت حادثة بحدوث البدن، فهي ممكنة مفتقرة إلى علة، وعلتها إما جسم، فيلزم أن يكون كل جسم ذا نفس، وليس كذلك، وإما جسمانية، فيلزم أن يكون تأثيرها بتوسط الوضع، ولا وضع للنفس مع كونها مجردة عن المادة ذاتا، وإما أمر وراء عالم الطبيعة وهو الواجب (تعالى) فهو المطلوب.
وهذا البرهان أيضا نسب إليهم في الأسفار ٦: ٤٤، والمطارحات: ٤٠٢ - ٤٠٣.
ومنها: برهان أقامه المتكلمون من طريق الحدوث.
تقريره: أن الأجسام إما متحركة وأما ساكنة، والحركة والسكون حادثان، وما لا يخلو عن الحوادث فهو حادث، فالأجسام كلها حادثة. وكل حادث مفتقر إلى محدث، ومحدثها أمر غير جسم ولا جسماني، وهو الواجب (تعالى)، دفعا للدور والتسلسل. راجع شرح المقاصد ٢: ٥٧، وشرح المواقف: ٤٦٦.
(١٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 189 190 191 192 194 195 196 197 198 199 200 ... » »»