بداية الحكمة - السيد محمد حسين الطباطبائي - الصفحة ٢٠٧
وفيه: أن المادية لا تجامع الحضور، كما تقدم في مباحث العلم والمعلوم (1)، على أنه إنما يكفي لتصوير العلم التفصيلي في مرتبة الأشياء، فتبقى الذات خالية في نفسها عن الكمال العلمي، كما في القول الرابع.
السادس: ما نسب إلى ثاليس الملطي (2)، وهو أنه (تعالى) يعلم العقل الأول، وهو المعلول الأول، بحضور ذاته عنده، ويعلم سائر الأشياء بارتسام صورها في العقل الأول.
وفيه: أنه يرد عليه ما ورد على سابقه.
السابع: قول بعضهم (3) إن ذاته (تعالى) علم تفصيلي بالمعلول الأول وإجمالي بما دونه، وذات المعلول الأول علم تفصيلي بالمعلول الثاني وإجمال بما دونه، وهكذا.
وفيه: ما في سابقه.
الثامن: ما نسب إلى فرفوريوس (4): أن علمه (تعالى) باتحاده مع العقول.
وفيه: أنه إنما يكفي لبيان نحو تحقق العلم، وأنه بالاتحاد دون العرض ونحوه، وأما كونه علما تفصيليا بالأشياء قبل الإيجاد - مثلا - فلا، ففيه ما في سابقه.
التاسع: ما نسب إلى أكثر المتأخرين (5): أن علمه بذاته علم إجمالي بالأشياء،

(1) راجع الفصل الأول والثامن من المرحلة الحادية عشرة.
(2) هذا رأى ثاليس (أوتاليس) الملطي على ما في الملل والنحل 2: 62، وشرح المنظومة:
166، وشوارق الإلهام: 515.
وأما أنكسيمانس الملطي فقال: " إن علمه تعالى بالأشياء إنما هو بصور زائدة على الأشياء مطابقة لها قائمة بذاته تعالى ". كذا نقل عنه في شوارق الإلهام: 515، وشرح المنظومة: 166.
(3) أي بعض الحكماء كما في شرح المنظومة: 168.
(4) نسب إليه في الأسفار 6: 186، وشوارق الإلهام: 516، وشرح المنظومة: 167.
(5) نسب إليهم في الأسفار 6: 238، وشرح المنظومة: 166.
(٢٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 ... » »»