وأما القول الرابع، وهو منسوب إلى المعتزلة، فلازم ما فيه من نيابة الذات عن الصفات، خلوها عنها، وهو - كما عرفت - وجود صرف، لا يشذ عنه وجود ولا كمال وجودي، هذا خلف (1).
الفصل الخامس في علمه تعالى قد تقدم أن لكل مجرد عن المادة علما بذاته، لحضور ذاته عند ذاته، وهو علمه بذاته (2).
وتقدم أيضا أن ذاته المتعالية صرف الوجود، الذي لا يحده حد ولا يشذ عنه وجود ولا كمال وجودي (3)، فما في تفاصيل الخلقة من وجود أو كمال وجودي بنظامها الوجودي، فهو موجود عنده بنحو أعلى وأشرف، غير متميز بعضها من بعض، فهو معلوم عنده علما إجماليا في عين الكشف التفصيلي (4).