معرفته (1) من كونه غيرا ومن كونه عينا. فافهم.
ومنه (2) انه لا يؤثر حتى يتأثر، وأقل (3) ذلك استحضاره (4)، أو علمه (5) في نفسه ما يريد ايقاعه (6) بالمؤثر فيه، أو حضوره معهما - أي مع الأثر والمؤثر فيه (7) - سواء كان هذا الحال طارئا أو لم يكن.
ومراتب التأثير أربعة: رتبة في نفس المؤثر، والثانية في الذهن، والثالثة في الحس، والرابعة الجامعة المشتملة على الثلاثة المذكورة فوقها (8)، وهذه بعينها مراتب التصورات، فأوليها التصور المطلق الروحي والفطري البديهي، ثم التصور الذهني الخيالي، والثالث الحسى، والرابع الجامع للكل. وأضفت ذكر مراتب التصورات إلى مراتب التأثر لتساوى مراتبهما في العدد ولسر جامع أقوى بينهما، لولا أن بيانه يحتاج إلى فضل بسط لبينته، ولكن في هذا التنبيه غنية لكل محقق نبيه.
ومنه (9) ان الأثر لا يكون لموجود ما أصلا من حيث وجوده فقط، بل لا بد من انضمام أمر اخر خفي إليه يكون هو المؤثر أو عليه يتوقف الأثر، والأثر نسبة بين أمرين مؤثر