من كونه واحدا بالكثير من كونه كثيرا وبالعكس، لكن في ذلك (1) سر وهو ان للكثرة وحدة تخصها (2) وللوحدة كثرة نسبية تتعلق وتتعين بها (3)، فمتى علمت إحديهما بالأخرى، فلما وبما فيها (4) منها، إذ لا بد من جامع، وهذا مما ليس له (5) في طور التحقيق دافع.
ومنه (6) انه لا يؤثر مؤثر فيما لا نسبة بينه وبينه، فإذا اثر فيما له فيه جزء (7) أو معه (8) نسبة فتلك (9) النسبة هي محل الأثر ومستدعيه، فالشئ اذن هو المؤثر في نفسه ولكن (10) باعتبار ما منه فيما يغايره من وجه (11) واعتبار ما، أو فيما (12) لا يغايره الا من كونه ظهورا خاصا منه في مرتبة أخرى أو موطن اخر أظهر (13) اختلافا ما، وأوجب تنوعا مع بقاء العين وأحديتها في نفسها على ما كانت عليه.
وهذا سر الوجود والعلم ونحوهما من أمهات الحقائق على ما بينها (14) من التفاوت - وسيقرع (15) سمعك سر ذلك - بالنسبة إلى (16) المرتبة الربانية ثم يتنزل إلى الغير، و