ثم من أراد ان ينظر في اخبار عضد الدولة ويقف على محاسن آثاره فليتأمل الكتاب التاجي من تأليف أبي إسحاق الصابي لتجتمع له مع الإحاطة بها بلاغة من قد تسهل له حزونها ولا ينته متونها وأطاعته عيونها حدثني أبو بكر الخوارزمي قال كان ينادم عضد الدولة بعض الأدباء الظرفاء ويحاضر بالأوصاف والتشبيهات ولا يحضر شيء من الطعام والشراب وآلاتهما وغيرها الا وانشد فيه لنفسه أو لغيره شعرا حسنا فبينا هو ذات يوم معه على المائدة ينشد كعادته إذ قدمت بهطة فنظر عضد الدولة كالآمر إياه بأن يصفها فأرتج عليه وغلبه سكوت معه خجل فارتجل عضد الدولة وقال من السريع (بهطة تعجز عن وصفها * يا مدعي الأوصاف بالزور) (كأنها في الجام مجلوة * لآلىء في ماء كافور) السريع وأنشدني محمد بن عمر الزاهر قال أنشدني أبو القاسم عبد العزيز بن يوسف قال أنشدني عضد الدولة لنفسه في أبي تغلب عند اعتذاره اليه من معاودة بختيار عليه والتماسه كتاب الأمان منه [من الكامل]:
(أأفاق حين وطئت ضيق خناقه * يبغي الأمان وكان يبغي صارما) (فلأركبن عزيمة عضدية * تاجية تدع الأنوف رواغما)