(ثم لما تمكن اليأس خلوني * ومالوا حشوا على الأتبان) (وأجيري مسخر ينقل الأتبان * بالذل عاريا والهوان) (وهو يبكي فقلت ويحك ما تصنع * بالتبن بعد موتة الفدان) (سرقوا السرج والقناديل والزيت * وأقداحنا وكل القناني) (والنبيذ استقوه واغتنموه * آخر الليل كاستقاء السواني) (زودوه سواسهم والمكارين * معا بالجرار والكيزان) (لو ترى الفضل وهو يحمل في السرج * قميصا مخيط الأردان) (قد حشاه لحما وطيرا وسبعين * رغيفا من أعظم الرغفان) (سرقوا الراح في الزقاق وراحوا * بطعام منضد في الصواني) (ميزوا خيلهم بكل كسير * وعقير مدبر جربان) (خلفوه يرعى بقية زرعي * رعي لا خائف ولا متوان) (ما رثى لي سوى المبارك من ضري * وذاك القصير الدحدحاني) (رفهاني وخففا الثقل عني * فهما من ملامتي سالمان) (والسري السرى حقا كما سمى * أيضا من بطنه أعفاني) (هل سمعتم فيما سمعتم بإنسان * عراه في دعوة ما عراني) (أسعدوني يا إخوتي وثقاتي * بدموع تجري من الأجفان) (إخوتي من لواكف الدمع محزون * كئيب مدله حيران) (هائم الفكر ساهر الليل باكي العين * واهي القوى ضعيف الجنان) (لم يكن ذا القران إلا على شؤمي * فويلي من نحس ذاك القران) من الخفيف قد أحسن في هذه القصيدة غاية الإحسان وأبان فيها عن مغزاه أحسن بيان وتصرف فيها وأطال وأمكنه القول فقال وإذا تخلص الشاعر عند الإطالة
(٤٢٤)