ثم قال وأرسله مثلا سائرا وأحسن جدا (وإذا أتتك مذمتي من ناقص * فهي الشهادة لي بأني كامل) (ما نال أهل الجاهلية كلهم * شعري ولا سمعت بسحري بابل) ثم قال وتعسف في اللفظ (أما وحقك وهو غاية مقسم * للحق أنت وما سواك الباطل) (الطيب أنت إذا أصابك طيبه * والماء أنت إذا اغتسلت الغاسل) وتقدير الكلام الطيب أنت طيبه إذا أصابك والماء أنت غاسله إذا اغتسلت به وإنما ألم فيه بقول القائل (وتزيدين طيب الطيب طيبا * إن تمسيه أين مثلك أينا) من الخفيف وقال من قصيدة كهذه التي تقدمت (قد علم البين منا البين أجفانا * تدمى وألف في ذا القلب أحزانا) (أملت ساعة ساروا كشف معصمها * ليلبث الحي دون السير حيرانا) (بالواخدات وحاديها وبي قمر * يظل من وخدها في الخدر حشيانا) من البسيط وحشيان بالحاء المهملة من الغريب الوحشي الذي لا يأنس به السمع ولا يقبله القلب يقال حشى الرجل حشيا فهو حشيان إذا أخذه البهر يقول إذا وخدت الإبل تحت هذا القمر أخذه البهر لترفه ومن المؤدبين من يروي خشيانا بالخاء معجمة من الخشية
(١٨٩)