والتربة والموضع والأهل المنفردة عن الدور ولا سيما إن رأى فيها موتى يعرفهم فهي دار الآخرة فمن رأى أنه دخلها فإنه يموت إن لم يخرج منها فان دخلها وخرج منها فإنه يشرف على الموت ثم ينجو ومن رأى أنه دخل دارا جديدة كاملة المرافق وكانت بين الدور في موضع معروف فإن كان فقيرا استغنى وإن كان غنيا ازداد غنى وإن كان مهموما فرج عنه وإن كان عاصيا تاب على قدر حسنها وسعتها إن كان لا يعرف لها صاحبها فإن كان لها صاحب فهي لصاحبها وإن كانت مطينة كان ذلك حلالا وإن كانت مجصصة كان ذلك حراما وسعة الدار سعة دنياه وسخاؤه وضيقها ضيق دنياه وبخله وجدتها تجديد عمله وتطيينها دينه وأما إحكامها فاحكام تدبيره ومرمتها سروره والدار من حديد طول عمر صاحبها ودولته، ومن خرج من داره غضبان فإنه يحبس لقوله تعالى - وذا النون إذ ذهب مغاضبا - فان رأى أنه دخل دار جاره فإنه يدخل في سره وإن خان فاسقا فإنه يخونه في امرأته ومعيشته وبناء الدار للعزب امرأة مرتفعة يتزوجها، ومن رأى دارا من بعيد نال دنيا بعيدة فان دخلها وهي من بناء وطين ولم تكن منفردة عن البيوت والدور فإنه دنيا يصيبها حلالا، ومن رأى خروجه من
(٨٣)