فتن الدنيا وشرها وإن كان غير مريض فهي له بشارة على قدر عمله من حج أو جهاد أو زهد أو عبادة أو علم أو صدقة أو صلة أو صبر على مصيبة يستدل على ما أوصله إليها وعلى الذي من أجله بشر به بزيادة الرؤيا وشواهد اليقظة فان رأى معه في المنام كتبا يتعلمها فيها فعلمه أداه إليها وإن كان فيها مصليا فبصلاته نالها وإن كان معه فرسه وسيفه فبجهاده بلغها ثم على المعنى وأما اليقظة فينظر إلى أشهر أعمالها عند نفسه وأقربها بمنامه من سائر طاعاته إن كانت كثيرة فيها كانت البشارة في المنام وأما من بنى دارا غير داره في مكان معروف أو مجهول فانظر إلى حاله فإن كان مريضا أو عنده مريض فذلك قبره وإن لم يكن شئ من ذلك فهي دنيا يفيدها إن كانت في مكان معروف فان بناها باللبن والطين كانت حلالا وإن كانت بالآجر والجص والكلس كانت حراما من أجل النار التي توقد على عمله وإن كان بناؤه الدار في مكان مجهول ولم يكن مريضا فان كانت باللبن فهو عمل صالح يعمله للآخرة أو قد عمله وإن كانت بالآجر فهي أعمال مكروهة يندم في لآخرة عليها إلا أن يعود إلى هدمها في المنام فإنه يتوب منها وأما الدار المجهولة البناء
(٨٢)