وعلى صعود المؤذن فوق المنارة لان الناس يشخصونه بالابصار ويشيرون إليه بالأصابع ويجاوبونه بالتكبير والتهليل وعلى الخطيب فوق المنبر وعلى المصلوب الشريف وربما دل على تمام الآجال وآذن باقتضاء الدين لرائيه أو عليه وربما دل على الحج لمن رآه في أشهر الحج أو في أيامه إن كان في الرؤيا ما يؤيده من تلبية أو حلق رأس أو عرى أو نحو ذلك لان الأهلة مواقيت كما قال الله تعالى فمن رأى هلالا طلع من مشرق أو مغرب والناس ينظرون إليه بعد أن لا يكون ذلك أول ليلة من الشهر أو آخر ليلة منه فإنه خبر أو فتح يأتي الناس بأمر مشهور من تلك الناحية التي طلع منها فإن كان ضياء ونورا وكان الناس عند ذلك يحمدون الله ويقدسونه فإنه أمر صالح فكيف إن كانت أقباس النور تقذف منه وإن كان مظلما أو مخلوقا من نحاس أو في صفة حية أو عقرب فلا خير فيه فان زاد كبره أو مشى في السماء دام ذلك وانتشر وإن ذهب وتلاشى واضمحل وغاب عن الابصار ذهب ما يدل عليه من قرب تحفته أو بطلانه فان دل على الثائر دل على دماره وهلاكه وتلاشى أمره وإن انفرد برؤيته في بيته أو دون الجماعة والجامع أو رآه نزل إليه أو قبض عليه
(٣٥)