الطيران في الهواء فدال على السفر في البحر أو في البر فإن كان ذلك بجناح فهو أقوى لصاحبه وأسلم له وأظهر فقد يكون جناحه مالا ينهض به أو سلطانا يسافر في كنفه وتحت جناحه وكذلك السباحة في الهواء وقد يدل أيضا إذا كان بغير جناح على التغرير فيما يدخل فيه من جهاد أو حسبة أو سفر في غير أوان السفر في بر أو بحر ومن رأى أنه طار عرضا في السماء سافر سفرا بعيدا ونال شرفا وأما الوثب فدال على النقلة مما هو فيه إلى غيره إما من سوق إلى غيره أو من دار إلى محلة أو من عمل إلى خلافه على قدر المكانين فان وثب من مسجد إلى سوق آثر الدنيا على الآخرة وإن كان من سوق إلى مسجد فضد ذلك وقد يترقى الطيران في الهواء لمن يكثر من الأماني والآمال فيكون أضغاثا، ومن وثب من مكان إلى مكان تحول من حال إلى حال والوثب البعيد سفر طويل فان اعتمد في وثبه على عصا اعتمد على رجل قوى وأما ألوان الهواء فان اسودت عين الرائي حتى لم ير السماء فان كانت الرؤيا في خاصته أظلم ما بينه وبين من فوقه من الرؤساء فان لم يخصه برئيس عمى بصره وحجب عن نور
(١٩)