ومن المعلوم أن اختلاف العوامل الذهنية والخارجية مؤثرة في اختلاف الأفهام من حيث تصورها وتصديقها ونيلها وقضائها، وهذا يؤدي إلى الاختلاف في الأصول التي بني على أساسها المجتمع الاسلامي كما تقدم.
إلا أن الاختلاف بين إنسانين في الفهم على ما يقضي به فن معرفة النفس وفن الأخلاق وفن الاجتماع يرجع إلى أحد أمور إما إلى اختلاف الأخلاق النفسانية والصفات الباطنة من الملكات الفاضلة والردية فإن لها تأثيرا وافرا في العلوم والمعارف الانسانية من حيث الاستعدادات المختلفة التي تودعها في الذهن فما إدراك الإنسان المنصف وقضاؤه الذهني كادراك الشموس المتعسف، ولا نيل المعتدل الوقور للمعارف كنيل العجول والمتعصب وصاحب الهوى والهمجي الذي يتبع كل ناعق والغوي الذي لا يدري أين يريد؟
ولا أنى يراد به، والتربية الدينية تكفي مؤونة هذا الاختلاف فإنها موضوعة على نحو يلائم الأصول الدينية في المعارف والعلوم، وتستولد من الأخلاق ما يناسب تلك الأصول ، وهي مكارم الأخلاق.
قال تعالى: (... كتابا انزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدي إلى الحق وإلى صراط مستقيم) (1).
وقال تعالى: (يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم) (2).
وقال تعالى: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع