سائر السبل يحفظهم عن التفرق ويحفظ لهم الاتحاد والاتفاق، ثم قال: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون * واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) (1).
تدل الآيات على لزوم أن يجتمعوا على معارف الدين ويرابطوا أفكارهم ويمتزجوا في التعليم والتعلم فيستريحوا في كل حادث فكري أو شبهة ملقاة إلى الآيات المتلوة عليهم والتدبر فيها لحسم مادة الاختلاف، وقد قال تعالى: (أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا) (2).
وقال أيضا: (وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون) (3). وقال تعالى: (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) (4) فأفاد أن التدبر في القرآن أو الرجوع إلى من يتدبر فيه يرفع الاخلاف من البين.
وتدل على: أن الإرجاع إلى الرسول وهو الحامل لثقل الدين يرفع من بينهم الاختلاف ويبين لهم الحق الذي يجب عليهم أن يتبعوه، قال تعالى: (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون) (5).
وقريب منه قوله تعالى: (ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم) (6).