يحتج به البخاري ولم يوثقه وتجافى عن روايات أهل البيت مع أنهم صحابة بالمعنى الذي يقصده أهل السنة والصحابة كلهم عدول.
نقض نظرية كل الصحابة عدول من حيث الموضوع يؤمن أهل السنة بالنظرية القائلة " بأن كل الصحابة بلا استثناء عدول "، تلك النظرية التي ابتدعها رجال السياسة الغالبون، كما سنثبت ذلك، ولغاية في نفس يعقوب، وألقوا في روع الغافلين الذين يحبون هذا الدين، بأن هذه النظرية جزء لا يتجزأ من دين الإسلام وفصل ثابت من فصول العقيدة الإلهية من شك فيها أو خرج عليها أو ناقشها فهو زنديق لا ينبغي أن يواكل أو يشارب أو يصلي عليه إذا مات.
حقيقة أن الصحبة شرف عظيم ومراتبها عالية، ولكنها بالمعنى اللغوي وبالمعنى الاصطلاحي المتفق عليه عند أهل الملة، هذه الصحبة تشمل كل المسلمين الذين عاصروا رسول الله. بمعنى أن كل شعب دولة النبي كانوا صحابة، لأن العبرة والمعول عليه هو:
1 - الالتقاء بالنبي.
2 - الإيمان الصادق به كحال الصحابة الصادقين أو التظاهر بهذا الإيمان، وكحال المنافقين وكحال الذين حاربوا الإسلام بكل وسائل الحرب ثم أحيطوا واضطروا للإسلام لأن كل الأبواب قد أوصدت في وجوههم إلا باب الإسلام فولجوه، الله وحده أعلم بنواياهم.
3 - الموت وهو على هذه الحال.
إن هؤلاء المؤمنين الصادقين، والمنافقين المتظاهرين، ومن لم يدخل الإيمان في قلوبهم، لم يكونوا بدرجة واحدة حتى يقال بأنهم جميعا عدول، بل إن منهم من كان يظهر الإيمان ويبطن الكفر والعصيان، وهم الفئة المنافقة من المسلمين الذين عاصروا النبي ومات النبي وهم على قيد الحياة.
وقد كشف القرآن الكريم بأن أفراد هذه الفئة مردوا على النفاق وخانوا، وغدروا، ووعدوا فأخلفوا، وحدثوا فكذبوا، وابتغوا الفتنة وآذوا النبي، وقلبوا الأمور.