مساحة للحوار - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٨٣
2 - قال عبد الله بن عمر لأبيه، وهو يحضه على استخلاف خليفة له: (ماذا تقول لله عز وجل إذا لقيته ولم تستخلف على عباده، فلو كان لك راعي إبل أو راعي غنم وترك رعيته، رأيت أنه قد فرط) (1).
3 - قال المسعودي أن عبد الله بن عمر قال لأبيه: (لو جاءك راعي إبلك أو غنمك وترك إبله أو غنمه، ولا راعي لها للمته وقلت له: كيف تركت أمانتك ضائعة، فكيف يا أمير المؤمنين بأمة محمد) (2)!
ومع أن عبد الله بن عمر شخص عادي وليس نبيا " إلا أنه أدرك أن ترك الأمة دون راع عمل يوجب اللوم، وهو تفريط وتضييع للأمانة!
فهل يعقل ألا يتمكن رسول الله من إدراك ما أدركته امرأة كعائشة، أو رجل عادي كعبد الله بن عمر!
4 - عمليا "، لم يصدف، وعلى الإطلاق، أن مات خليفة من دون أن يعهد بالخلافة لآخر، فأبو بكر عهد لعمر قبل وفاته (3). وعند ما مات عمر عهد بالخلافة لعثمان عمليا ". أخرج ابن زرعة في كتاب العدل عن عبد الله بن عمر أنه لما طعن قلت: يا أمير المؤمنين لو أجهدت نفسك وأمرت عليهم رجلا "... فقال عمر:
(والذي نفسي بيده لأردنها للذي دفعها إلي أول مرة) يعني عثمان، فعثمان هو الذي دفعها لعمر عندما كتب عهد أبي بكر، وكان يعرف بالرديف فبعد وفاة أبي عبيدة وقع اختيار أبي بكر وعمر على عثمان ليكون الخليفة الثالث. وعلي بن أبي طالب عهد بالخلافة من بعده لابنه الحسن، ومعاوية عهد بالخلافة ليزيد ومروان عهد بالخلافة لا بنه عبد الملك، ولم يمت ملك من ملوك بني أمية، أو بني العباس، أو بني عثمان، إلا وكان قد استخلف من بعده خليفة له، لإدراك كل حاكم أن موته

(١) راجع حلية الأولياء لأبي نعيم ١ / ٤٤، وذكرها البيهقي في سننه ٨ / ١٤٩، وابن الجوزي في سيرة عمر.
(٢) راجع مروج الذهب للمسعودي ٢ / ١٥٣.
(٣) راجع على سبيل المثال تاريخ الطبري ٤ / ٥٢، وتاريخ ابن خلدون ٢ / 85، وسيرة عمر لابن الجوزي وتيسير الوصول لابن الديبع 2 / 48
(٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 5
2 قصة تأليف الكتاب 7
3 شكوى صديق 7
4 الرغبة في المعرفة 7
5 خطة الحوار 8
6 الحوار في الكتاب 8
7 الباب الأول مفهوم الشيعة والتشيع الفصل الأول: معنى كلمة شيعة 13
8 الفصل الثاني: معنى كلمة شيعة في السياق التاريخي 21
9 الفصل الثالث: تدبير النبي وتدبير الشيع العربية 31
10 الفصل الرابع: شيعة أهل بيت النبوة، تكون وفرق 41
11 الباب الثاني الإمامة بعد وفاة النبي الفصل الأول: التنكر لنصوص الإمامة 73
12 الفصل الثاني: النصوص الشرعية الدالة على خلافة علي وإمامته 91
13 الباب الثالث عقيدة كل من الشيعة والسنة في جمع القرآن الكريم وذات رسول الله والأئمة من بعده، ومصادر التشريع الفصل الأول: عقيدة أهل بيت النبوة وشيعتهم في جمع القرآن الكريم 105
14 الفصل الثاني: عقيدة أهل بيت النبوة وشيعتهم في رسول الله محمد (ص) والأئمة من بعده 115
15 الباب الرابع نظرية عدالة الصحابة الفصل الأول: نظرية عدالة الصحابة عند الخلفاء وشيعتهم 129
16 الفصل الثاني: الصحابة والصحبة في مفهوم أهل بيت النبوة وشيعتهم 167
17 الباب الخامس التقية والمتعة في الإسلام وعند شيعة أهل بيت النبوة الفصل الأول: التقية 177
18 الفصل الثاني: المتعة في الإسلام وعند شيعة أهل بيت النبوة 185
19 الباب السادس الاختلافات الفقهية بين شيعة أهل بيت النبوة، وشيعة الخلفاء (أهل السنة) الفصل الأول: الوضع الأمثل وبذور الاختلاف 199
20 الفصل الثاني: محاولة لتقديم الإسلام في جو الخلاف والاختلاف 207
21 الفصل الثالث: نماذج من الخلاف والاختلاف بين المسلمين 219
22 الباب السابع الدعوة إلى وحدة المسلمين الفصل الأول: أسباب الخلاف والاختلاف 235
23 الفصل الثاني: منهاج دولة البطون التربوي والتعليمي 243
24 الفصل الثالث: من هم المراجع بعد الصحابة وسقوط دولة البطون؟ 257