مساحة للحوار - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٨٧
وهذه مؤهلات لا بد من توافرها في الإمام القائم مقام النبي حتى يكون أهلا " لهذا المقام، وجديرا " بالطاعة، لأن طاعته كطاعة الرسول، وولايته كولاية الرسول، وطاعة الرسول وولايته كولاية الله وطاعته، وكيف يكون أولى بالمؤمنين من أنفسهم إذا لم يتصف بهذه الصفات أو تكون له هذه المؤهلات.
أما خلفاء الدولة التاريخية وشيعهم أهل السنة فيرون أن هذه الصفات والمؤهلات مثالية، وليتها تتوافر في الخليفة أو الإمام من بعد النبي، ولكن إن توافرت في شخص معين، واقتضت المصلحة أن يتقدم عليه من هو أقل منه علما " وفضلا "، فيقدم في هذه الحالة المفضول على الأفضل! ابتغاء لتحقيق المصلحة الشرعية! ولكنهم لا يبينون لنا من هو هذا الذي يحدد المصلحة الشرعية! ومن الذي يقرر تقديم المفضول على الأفضل. نظريا " الأمة هي التي تفعل ذلك برأيهم، وعمليا " لم يرو لنا راو قط أن الأمة قد اجتمعت عن بكرة أبيها على صعيد واحد في أي يوم من الأيام، وقالت: إن هذا مفضول وذلك أفضل، وأن المصلحة الفلانية تقتضي أن يقدم هذا المفضول على ذلك الأفضل.
وعمليا "، فإن الخليفة المتغلب هو وحده الذي يقرر من يتولى الخلافة من بعده، بغض النظر عن الصفات أو المؤهلات، وله أن يقدم أو يؤخر من دون تعليل أو بتعليل.
لقد حاول فقهاء الدولة التاريخية أن يضعوا مؤهلات الخليفة القائم مقام الرسول وصفاته، وانتهت محاولاتهم إلى وضع شروط فضفاضة تنطبق على كل من تلفظ بالشهادتين، فقالوا أنه يتوجب أن يكون الخليفة مسلما " وذكرا " وبالغا " وعاقلا "... الخ مع العلم بأنه لا توجد مؤسسة أو هيئة أو شخص مخول بالتأكد من توافر هذه الصفات في هذا الشخص أو ذاك، والخليفة المتغلب القابض على مقاليد الأمور هو وحده الذي يقوم بهذا الدور!
وقد توالت على منصب الخلافة تاريخيا " تشكيلة عجيبة من الأشخاص من أهل التقوى والصلاح ومن أهل الفجور والفساد، فمن الفئة الأخيرة من لعن أهل بيت النبوة واستباح دماء الناس وأموالهم وهدم الكعبة، وختم أعناق الصحابة،
(٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 82 83 84 85 86 87 88 89 91 92 93 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 5
2 قصة تأليف الكتاب 7
3 شكوى صديق 7
4 الرغبة في المعرفة 7
5 خطة الحوار 8
6 الحوار في الكتاب 8
7 الباب الأول مفهوم الشيعة والتشيع الفصل الأول: معنى كلمة شيعة 13
8 الفصل الثاني: معنى كلمة شيعة في السياق التاريخي 21
9 الفصل الثالث: تدبير النبي وتدبير الشيع العربية 31
10 الفصل الرابع: شيعة أهل بيت النبوة، تكون وفرق 41
11 الباب الثاني الإمامة بعد وفاة النبي الفصل الأول: التنكر لنصوص الإمامة 73
12 الفصل الثاني: النصوص الشرعية الدالة على خلافة علي وإمامته 91
13 الباب الثالث عقيدة كل من الشيعة والسنة في جمع القرآن الكريم وذات رسول الله والأئمة من بعده، ومصادر التشريع الفصل الأول: عقيدة أهل بيت النبوة وشيعتهم في جمع القرآن الكريم 105
14 الفصل الثاني: عقيدة أهل بيت النبوة وشيعتهم في رسول الله محمد (ص) والأئمة من بعده 115
15 الباب الرابع نظرية عدالة الصحابة الفصل الأول: نظرية عدالة الصحابة عند الخلفاء وشيعتهم 129
16 الفصل الثاني: الصحابة والصحبة في مفهوم أهل بيت النبوة وشيعتهم 167
17 الباب الخامس التقية والمتعة في الإسلام وعند شيعة أهل بيت النبوة الفصل الأول: التقية 177
18 الفصل الثاني: المتعة في الإسلام وعند شيعة أهل بيت النبوة 185
19 الباب السادس الاختلافات الفقهية بين شيعة أهل بيت النبوة، وشيعة الخلفاء (أهل السنة) الفصل الأول: الوضع الأمثل وبذور الاختلاف 199
20 الفصل الثاني: محاولة لتقديم الإسلام في جو الخلاف والاختلاف 207
21 الفصل الثالث: نماذج من الخلاف والاختلاف بين المسلمين 219
22 الباب السابع الدعوة إلى وحدة المسلمين الفصل الأول: أسباب الخلاف والاختلاف 235
23 الفصل الثاني: منهاج دولة البطون التربوي والتعليمي 243
24 الفصل الثالث: من هم المراجع بعد الصحابة وسقوط دولة البطون؟ 257