مساحة للحوار - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٨٠
رأي الشيع الإسلامية في نقطتي الخلاف الرئيستين أهل السنة شيع إسلامية مختلفة، تتنازع الهيمنة على معتقداتهم عدة مذاهب، ومجموعة كبيرة من التوجهات والاتجاهات ومع ذلك فلهم رأي موحد في نقطتي الخلاف القائمتين بينهم وبين شيعة أهل بيت النبوة.
النقطة الأولى: النبي لم يستخلف أحدا " تنكرت الدولة التاريخية إسلامية، في البداية، لجميع أحاديث الرسول المتعلقة بالإمامة والولاية والقيادة من بعد النبي. ثم وفي مرحلة لا حقة أنكرت إنكارا " مطلقا " استخلاف الرسول لأي كان من بعده، أي أنها نفت وجود النص نفيا " قاطعا "، وأوجدت بممارساتها ثقافة تاريخية نما فيها هذا النفي حتى صار قناعة مطلقة لأغلبية عامة المسلمين، وهم أهل السنة. فقالوا: (إن الرسول قد خلى على الناس أمرهم ليختاروا لأنفسهم)، وأنه لم يبين طريقة اختيار خليفته، ولا آلية انتقال منصب الخلافة من خليفة إلى آخر. وهذه أمور أغفلها رسول الله، ولم يحسمها القرآن الكريم، وترك للناس الحرية بأن يتصرفوا كما يريدون على ضوء المبادئ العامة في القرآن والسنة، أي من دون سند شرعي أي من دون نص شرعي محدد في القرآن أو السنة. عندئذ نهضت فئة من فئات الأمة بالواجب ونصبت خليفة اختارته، فبايعته الأمة، ورضيت به ولم يشذ عن ذلك غير أهل بيت النبوة وشيعتهم. وهذا لا يخدش إجماع أكثرية الأمة! ومن هنا صار الإجماع بهذا المعنى سابقة دستورية، وهو أول سند شرعي للخلافة التاريخية! وبعد أن تولى أبو بكر الخلافة، وعهد بها من بعده لعمر، وعهد بها عمر لعثمان عمليا " وللستة نظريا "، وجدت أنماط جديدة لانتقال منصب الخلافة من خليفة إلى آخر، وصارت أفعال الخلفاء الثلاثة في هذا المجال بمثابة سنن شرعية واجبة الاتباع! بل وقدمت هذه السنن على الإجماع نفسه، إذ لم يعد هذا الإجماع بمعناه الآنف شرطا " لعقد الخلافة (1) وجاء، في الأحكام السلطانية للماوردي، وفي الأحكام السلطانية لأبي

(١) راجع الإرشاد في الكلام لإمام الحرمين الجويني ص ٤٢٤، وشرح سنن الترمذي ١٣ / ٢٢٩، لا بن العربي، وأحكام القرآن للقرطبي 1 / 269 - 272.
(٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 5
2 قصة تأليف الكتاب 7
3 شكوى صديق 7
4 الرغبة في المعرفة 7
5 خطة الحوار 8
6 الحوار في الكتاب 8
7 الباب الأول مفهوم الشيعة والتشيع الفصل الأول: معنى كلمة شيعة 13
8 الفصل الثاني: معنى كلمة شيعة في السياق التاريخي 21
9 الفصل الثالث: تدبير النبي وتدبير الشيع العربية 31
10 الفصل الرابع: شيعة أهل بيت النبوة، تكون وفرق 41
11 الباب الثاني الإمامة بعد وفاة النبي الفصل الأول: التنكر لنصوص الإمامة 73
12 الفصل الثاني: النصوص الشرعية الدالة على خلافة علي وإمامته 91
13 الباب الثالث عقيدة كل من الشيعة والسنة في جمع القرآن الكريم وذات رسول الله والأئمة من بعده، ومصادر التشريع الفصل الأول: عقيدة أهل بيت النبوة وشيعتهم في جمع القرآن الكريم 105
14 الفصل الثاني: عقيدة أهل بيت النبوة وشيعتهم في رسول الله محمد (ص) والأئمة من بعده 115
15 الباب الرابع نظرية عدالة الصحابة الفصل الأول: نظرية عدالة الصحابة عند الخلفاء وشيعتهم 129
16 الفصل الثاني: الصحابة والصحبة في مفهوم أهل بيت النبوة وشيعتهم 167
17 الباب الخامس التقية والمتعة في الإسلام وعند شيعة أهل بيت النبوة الفصل الأول: التقية 177
18 الفصل الثاني: المتعة في الإسلام وعند شيعة أهل بيت النبوة 185
19 الباب السادس الاختلافات الفقهية بين شيعة أهل بيت النبوة، وشيعة الخلفاء (أهل السنة) الفصل الأول: الوضع الأمثل وبذور الاختلاف 199
20 الفصل الثاني: محاولة لتقديم الإسلام في جو الخلاف والاختلاف 207
21 الفصل الثالث: نماذج من الخلاف والاختلاف بين المسلمين 219
22 الباب السابع الدعوة إلى وحدة المسلمين الفصل الأول: أسباب الخلاف والاختلاف 235
23 الفصل الثاني: منهاج دولة البطون التربوي والتعليمي 243
24 الفصل الثالث: من هم المراجع بعد الصحابة وسقوط دولة البطون؟ 257