وأحفاده الأئمة من بعده، وأنهم قد غصبوا هذا الحق ظلما ". ثم إن هذه الشيعة تزيد ولا تنقص. لقد شعر الحكام بخطورة هذه الحركة على نظم حكمهم وعلى الصيغة الجديدة التي طرحوها للإسلام. وشعرت الشيع الإسلامية جميعها بهذه الخطورة واستاء العامة فالشيعة يخطئون صراحة، أو ضمنا " أعدادا " كبيرة من الصحابة، ويقولون بكل صراحة إن عليا " بن أبي طالب كان أولى بالخلافة من أبي بكر وعمر وعثمان، لهؤلاء الثلاثة في نفوس المسلمين مرتبة من القداسة والتقديس تفوق التصور. فشعرت العامة أن شيعة أهل بيت النبوة تهز عقيدتهم بقداسة هؤلاء الثلاثة، ما أثار سخطها وشعورها البالغ بالاستياء، لأن هؤلاء الثلاثة فوق الشبهات فهم أعمدة الحكم التاريخي من بعد النبي، وعصورهم هي العصور الذهبية في الإسلام. والتشكيك بنزاهتهم تشكيك بالدين نفسه، وهدم العصور الذهبية! ومن جهة ثانية، فإن هؤلاء الثلاثة، كما ترى الشيع، أجل وأرفع من أن يعرفوا حق علي والأئمة من أهل بيت النبوة بالإمامة والولاية ثم يغصبوه منهم. ورسخ هذه العقيدة وزاد من خطورتها أن الأمويين الذين طبعوا الدولة الإسلامية التاريخية بطابع المؤسسية والاستقرار التنظيمي وبخاصة معاوية بن أبي سفيان موتورون وحاقدون على آل محمد بعامة وعلى علي بن أبي طالب وذريته بخاصة، فقد قتل علي حنظلة شقيق معاوية واشترك مع الحمزة في مقتل عتبة جد معاوية، والوليد ابن خاله وشيبة شقيق جده وتسعة من شيوخ بني أمية، ومعاوية والأمويون بشر، وتلفظهم بالشهادتين لا يخرج الحقد من قلوبهم وعندما ملك معاوية زمام الأمور، ودانت له البلاد الإسلامية بالطاعة رغبة أو رهبة استغل خليفة العامة وسخر جميع موارد دولته وإعلامها لتثبيت قواعد الملك الأموي، وتقليم أظافر أهل بيت النبوة والتنكيل بهم وبشيعتهم، ليكونوا مجرد رعايا منبوذين لا معين لهم ولا ناصر، فيقضي على أية مخاطر محتملة منهم على ملكه بخاصة وعلى ملك الأمويين بعامة. فما أن استقر عرش معاوية حتى أصدر سلسة من (المراسيم الملكية)، وطلب من جميع عماله في أرجاء الدولة أن ينفذوها بدقة بالغة، وأن يأخذوا الناس بها. ومن أهم هذه (المراسيم).
1 - (برئت الذمة ممن روى شيئا " من فضل أبي تراب وأهل البيت).