من أهل بيت النبوة، وساق بنات الرسول سبايا من كربلاء في العراق إلى دمشق من دون مسوغ لهذا كله. وهدم الكعبة وهي قبلة المسلمين، واستباح مدينة الرسول، وقتل عشرة آلاف مسلم في يوم واحد وهو يوم الحرة، وحبل جيشة ألف عذراء من بنات مدينة الرسول بالقوة. ومع هذا لم تر جموع المسلمين غضاضة ولا حرجا " في أن تكون له شيعة.
ومثال ثالث، مروان بن الحكم لعنه رسول الله، ولعن أباه، ونفاه من المدينة، وحرم عليه أن يساكنه فيها، وكان من المعروفين بعداوتهم لرسول الله.
ومع هذا كانت له شيعة ترى رأيه ولم تتعجب جموع المسلمين من وجود شيعة له ولم تتعجب لأنه صار خليفة بل ووالد جميع خلفاء بني أمية المروانيين وجدهم.
وليس لدى الجموع المسلة ما يمنع من أن تكون للأمويين شيعة وقد كانت بالفعل، أو لبني تيم أو لبني عدي أو لأي بطن من بطون قريش أو من بطون قبائل العرب، وقد كانت بالفعل، فليس في ذلك ما يدعو إلى الاستغراب وما يخرج عن المألوف! ولكن ما يثير دهشة الجموع المسلمة وحنقها واستغرابها هو وجود شيعة لأهل بيت النبوة أو وجود من يتشيع لهم. هذا ما يقيم الدنيا ولا يقعدها! قد تتقبل الجموع المسلمة فكرة وجود جماعة شيوعية ينكرون وجود الله! وتتقبل وجود يهود ونصارى ولكنها لا تتقبل وجود شيعة أو حزب يؤيد أهل بيت النبوة! فما هو السبب في هذا النفور العجيب؟ وما هو سر هذه العقيدة؟ إنها ثقافة التاريخ ورواسب الماضي المناقضة تماما " للثقافة القرآنية.
الثقافة المناقضة للثقافة القرآنية الشيع تنفض وتتبعثر عادة بموت قادتها، أو إفلاس فكرها، أو فشل تجربتها، لتقوم على أنقاضها شيع جديدة بقيادات جديدة وفكر جديد أو معدل تعديلا " جذريا ". هذه قاعدة عامة لم تشذ عنها إلا شيعة أهل بيت النبوة. فقد بقيت هذه الشيعة ثابتة ولم تنقرض، وبقي فكرها كما هو لم يتزعزع ولم يتبدل. فمنذ وفاة النبي وحتى الآن وشيعة أهل بيت النبوة ترى أن ولاية الأمة وإمامتها وقيادتها من بعد النبي وحتى قيام الساعة هي حق شرعي ثابت لعلي بن أبي طالب ولأبنائه