مساحة للحوار - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٢٧
4 - وبعد أن جاء نصر الله والفتح، ودانت بلاد العرب بالولاء والطاعة لقيادة الرسول، التأم شمل قبيلة قريش وتألق نجمها لأنها عشيرة النبي.
وتكاتف مهاجرو هذه العشيرة وطلقاؤها، وتوطدت أواصر العلاقة من جديد بين شيع البطون ال‍ 23، وصار لها موقف موحد من الأمور العامة، يمكنها أن تجهر به حتى أمام الرسول نفسه. والدليل القاطع على ذلك أنه عندما مرض الرسول مرضه الذي مات منه أراد أن يلخص الموقف لأمته وأن يكتب لها توجيهاته النهائية، وضرب النبي موعدا " لكتابتها، وأحست شيع البطون أن هذه التوجيهات تمس مصالحها وتوجهاتها، وفي الوقت المحدد وما أن قال الرسول: (قربوا أكتب لكم كتابا " لن تضلوا بعده أبدا ") حتى قال قائل شيع البطون: (إن الرسول قد اشتد به الوجع وهو يهجر، ولا حاجة لنا بكتابه ولا بوصيته لأن القرآن عندنا وهو يكفينا) (1). وما أن أتم قائل البطون كلامه حتى قالت البطون بصوت واحد: (القول ما قاله فلان إن النبي يهجر، ولا حاجة لنا بكتاب النبي لأن القرآن وحده يكفينا)، واحتج الحاضرون من غير أبناء البطون، وتشاد الطرفان واختصما، وكان واضحا " أن أفراد شيع البطون هم الأكثرية، فصرف النبي النظر عن كتابة ما أراد، لأنه لو أصر على الكتابة لأصرت البطون على هجره مع ما يستتبع ذلك من آثار مدمرة على الدين كله) (2).
5 - وقد طورت الشيع القريشية ال‍ 23 المتحالفة مفهوما " جديدا " للقيادة من بعد النبي، فرأت أنه ليس من الإنصاف أن يكون النبي من بني هاشم وأن

(١) راجع: تذكرة الخواص لابن الجوزي ص ٦٢، وسر العالمين وكشف ما في الدارين لأبي حامد الغزالي، ص ٢١.
(٢) راجع، على سبيل المثال: صحيح البخاري، ٧ / ٩، وصحيح مسلم، ٥ / ٧٥. وصحيح مسلم بشرح النووي، ١١ / ٩٥. ومسند الإمام أحمد، ٤ / ٣٥٦. وكتابنا نظرية عدالة الصحابة ص ٢٨٧. وما بعدها لتقف على تفاصيل مواجهة شيع البطون مع النبي نفسه، ولتتأكد من حجم تأثيرها على الأحداث
(٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 22 23 24 25 26 27 28 29 31 32 33 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 5
2 قصة تأليف الكتاب 7
3 شكوى صديق 7
4 الرغبة في المعرفة 7
5 خطة الحوار 8
6 الحوار في الكتاب 8
7 الباب الأول مفهوم الشيعة والتشيع الفصل الأول: معنى كلمة شيعة 13
8 الفصل الثاني: معنى كلمة شيعة في السياق التاريخي 21
9 الفصل الثالث: تدبير النبي وتدبير الشيع العربية 31
10 الفصل الرابع: شيعة أهل بيت النبوة، تكون وفرق 41
11 الباب الثاني الإمامة بعد وفاة النبي الفصل الأول: التنكر لنصوص الإمامة 73
12 الفصل الثاني: النصوص الشرعية الدالة على خلافة علي وإمامته 91
13 الباب الثالث عقيدة كل من الشيعة والسنة في جمع القرآن الكريم وذات رسول الله والأئمة من بعده، ومصادر التشريع الفصل الأول: عقيدة أهل بيت النبوة وشيعتهم في جمع القرآن الكريم 105
14 الفصل الثاني: عقيدة أهل بيت النبوة وشيعتهم في رسول الله محمد (ص) والأئمة من بعده 115
15 الباب الرابع نظرية عدالة الصحابة الفصل الأول: نظرية عدالة الصحابة عند الخلفاء وشيعتهم 129
16 الفصل الثاني: الصحابة والصحبة في مفهوم أهل بيت النبوة وشيعتهم 167
17 الباب الخامس التقية والمتعة في الإسلام وعند شيعة أهل بيت النبوة الفصل الأول: التقية 177
18 الفصل الثاني: المتعة في الإسلام وعند شيعة أهل بيت النبوة 185
19 الباب السادس الاختلافات الفقهية بين شيعة أهل بيت النبوة، وشيعة الخلفاء (أهل السنة) الفصل الأول: الوضع الأمثل وبذور الاختلاف 199
20 الفصل الثاني: محاولة لتقديم الإسلام في جو الخلاف والاختلاف 207
21 الفصل الثالث: نماذج من الخلاف والاختلاف بين المسلمين 219
22 الباب السابع الدعوة إلى وحدة المسلمين الفصل الأول: أسباب الخلاف والاختلاف 235
23 الفصل الثاني: منهاج دولة البطون التربوي والتعليمي 243
24 الفصل الثالث: من هم المراجع بعد الصحابة وسقوط دولة البطون؟ 257