مساحة للحوار - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٢٧٠
النبوة خطر مشترك على الجميع لأن همهم منصب على استرجاع منصب الخلافة من المسلمين، والاستحواذ عليه والتفرد به من دون الناس! لذلك يتوجب على الأمة الحذر الشديد من مطامعهم، والحذر كل الحذر من شيعتهم; لأن أهل البيت من دون شيعة تلتف حولهم لن يشكلوا خطرا " على الأمة الإسلامية، فمصدر الحظر هو الشيعة، لأن الأمر مستقر، والفتنة نائمة والشيعة يريدون أن يوقظوها من نومها العميق! وقد لعن رسول الله من أيقظ الفتنة وهي نائمة. إذا " فشيعة أهل البيت ملعونة! ومن واجب الرعية أن تقاومها وتلعنها حتى يرضى الله ورسوله عنها.
واستجابت الأكثرية الساحقة من الأمة فلعنت الشيعة وعدتها العدو اللدود للأمة بجرم التعاطف مع أهل بيت النبوة! وقد تسامح خلفاء البطون وأولياؤهم مع اليهود والنصارى وعاملوهم برفق ورحمة بدعوى أنهم أهل الكتاب، وعاملوا إخوانهم من المسلمين الذين تعاطفوا مع أهل بيت النبوة بمنتهى القسوة والفظاظة، فصار النصراني، أو اليهودي، أحب إلى قلوب العامة من رجل يتشيع لأهل بيت محمد!
أسباب هذا النجاح المنقطع النظير دولة البطون، كأي دولة أخرى، لها رئيسها ووزراؤها، ولها حكام أقاليمها، بيدها المالية ومواردها ومختلف الإمكانيات، ولها جيشها الكبير الذي يتقاضى رواتبه من خزانتها، ويخضع تماما " لأوامر قيادتها فينفذها من دون إبطاء، ولها أيضا " مدارسها وجامعاتها ومعاهدها التي تتولى الإشراف الكامل عليها، ولها جهازها الإعلامي الخاص بها الذي يعمل تماما " وفق توجيهاتها.
وتتميز دولة البطون من رأي دولة أخرى بأنها كانت دولة عائلية أو قبلية من جميع الوجوه، فقائدها وكبار رجالاتها وولاتها من قريش، أو من أبناء قبائل أخرى أثبتوا ولاءهم لدولة البطون واقتناعهم بعقيدتها السياسية. فكانت دولة البطون منسجمة باللحمة القبلية ومسلحة بالدين، ما يجعل من طاعتها واجبا " دينيا "! ثم إنها كانت دولة فتية ومنظمة، فطرق جباية المال معروفة وطرق إنفاقه معروفة. وكان المال عصب الحياة عمليا "، وكانت الأكثرية الساحقة من الرعية تأخذ أرزاقا " أو عطاء من الدولة، وكان هذا الرزق أو العطاء حقا " خالصا " للمسلم يأخذه من رسول الله من
(٢٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 265 266 267 268 269 270 271 272 273 274 275 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 5
2 قصة تأليف الكتاب 7
3 شكوى صديق 7
4 الرغبة في المعرفة 7
5 خطة الحوار 8
6 الحوار في الكتاب 8
7 الباب الأول مفهوم الشيعة والتشيع الفصل الأول: معنى كلمة شيعة 13
8 الفصل الثاني: معنى كلمة شيعة في السياق التاريخي 21
9 الفصل الثالث: تدبير النبي وتدبير الشيع العربية 31
10 الفصل الرابع: شيعة أهل بيت النبوة، تكون وفرق 41
11 الباب الثاني الإمامة بعد وفاة النبي الفصل الأول: التنكر لنصوص الإمامة 73
12 الفصل الثاني: النصوص الشرعية الدالة على خلافة علي وإمامته 91
13 الباب الثالث عقيدة كل من الشيعة والسنة في جمع القرآن الكريم وذات رسول الله والأئمة من بعده، ومصادر التشريع الفصل الأول: عقيدة أهل بيت النبوة وشيعتهم في جمع القرآن الكريم 105
14 الفصل الثاني: عقيدة أهل بيت النبوة وشيعتهم في رسول الله محمد (ص) والأئمة من بعده 115
15 الباب الرابع نظرية عدالة الصحابة الفصل الأول: نظرية عدالة الصحابة عند الخلفاء وشيعتهم 129
16 الفصل الثاني: الصحابة والصحبة في مفهوم أهل بيت النبوة وشيعتهم 167
17 الباب الخامس التقية والمتعة في الإسلام وعند شيعة أهل بيت النبوة الفصل الأول: التقية 177
18 الفصل الثاني: المتعة في الإسلام وعند شيعة أهل بيت النبوة 185
19 الباب السادس الاختلافات الفقهية بين شيعة أهل بيت النبوة، وشيعة الخلفاء (أهل السنة) الفصل الأول: الوضع الأمثل وبذور الاختلاف 199
20 الفصل الثاني: محاولة لتقديم الإسلام في جو الخلاف والاختلاف 207
21 الفصل الثالث: نماذج من الخلاف والاختلاف بين المسلمين 219
22 الباب السابع الدعوة إلى وحدة المسلمين الفصل الأول: أسباب الخلاف والاختلاف 235
23 الفصل الثاني: منهاج دولة البطون التربوي والتعليمي 243
24 الفصل الثالث: من هم المراجع بعد الصحابة وسقوط دولة البطون؟ 257