مساحة للحوار - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٢٤٥
بعض فضائل أهل بيت النبوة، وعرفها العامة والخاصة، صار الدفاع عن معتقد شيعة الخلفاء في أهل بيت النبوة وشيعتهم من أصعب الأمور. لذلك فصل علماء شيعة الخلفاء أهل بيت النبوة عن شيعتهم، فقالوا بفضائلهم بألسنتهم، وبقيت عقيدتهم بشيعتهم كما هي، بمعنى أنهم أعلنوا احترامهم ومحبتهم لأهل البيت من دون تفصيل، وأبقوا حقدهم وكراهيتهم لشيعتهم ولكافة معتقداتها تلك أمر ثمرات المنهاج الذي ألقى أجرانه في النفوس عبر تاريخ تلك الدولة! وكخطوة على طريق وحدة المسلمين يتوجب على شيعة الخلفاء ومن دون إبطاء إعادة دراسة هذا المنهاج وتطهير النفوس من كراهية أهل بيت النبوة وشيعتهم، والاستفادة من علومهم ومن تجربة شيعتهم. ويتوجب الاقتناع بأن مذهبهم على الأقل مذهب إسلامي شأنه شأن مذهب أبي حنيفة والشافعي وغيره وأن شيعتهم فرقة مسلمة كغيرها من الفرق الإسلامية، وأن الاختلاف بالرأي والنظرة الفقهية لا يوجب إدخال الجحيم! فأي منصف وعاقل في الدنيا كلها يمكن أن يصدق ابن خلدون بأن أهل بيت النبوة شذاذ ومبتدعة، وأن مذهبهم مخترع وأصله واه. في الوقت الذي يؤكد فيه النبي بإجماع شيعة الخلفاء أن أهل بيت النبوة هم أحد الثقلين، وأن الهدى لا يدرك إلا بهما والضلالة لا يمكن تجنبها إلا بالاثنين معا "، وأن أهل بيت النبوة في الأمة كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق، وأنهم نجوم الهدى حزبهم حزب الله، وأعداؤهم حزب الشيطان! إن أي عاقل يرى أن ابن خلدون وشيعة الخلفاء باعتقادهم هذا يضعون أنفسهم في موضع المعارض والمعاند لله ولرسوله! نحن لا نطلب من شيعة الخلفاء أن يعتقدوا بتميز أهل بيت النبوة وصدق مواليهم، ولكننا نطالبهم بأن يعدوا أهل بيت النبوة وشيعتهم على الأقل من المسلمين الذين يخالفونهم في الاجتهاد. وهذا مطلب بسيط يعد خطوة أولى في طريق تحقيق وحدة المسلمين.
الحكم والمعارضة عظمة نظام الحكم - أي حكم - تقاس بموقفه من المعارضة، فكلما اتسع صدر النظام لها سما قدره وتألق نجمه. وهذه القاعدة تنطبق على أنظمة الحكم
(٢٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 239 240 241 243 244 245 246 247 248 249 250 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 5
2 قصة تأليف الكتاب 7
3 شكوى صديق 7
4 الرغبة في المعرفة 7
5 خطة الحوار 8
6 الحوار في الكتاب 8
7 الباب الأول مفهوم الشيعة والتشيع الفصل الأول: معنى كلمة شيعة 13
8 الفصل الثاني: معنى كلمة شيعة في السياق التاريخي 21
9 الفصل الثالث: تدبير النبي وتدبير الشيع العربية 31
10 الفصل الرابع: شيعة أهل بيت النبوة، تكون وفرق 41
11 الباب الثاني الإمامة بعد وفاة النبي الفصل الأول: التنكر لنصوص الإمامة 73
12 الفصل الثاني: النصوص الشرعية الدالة على خلافة علي وإمامته 91
13 الباب الثالث عقيدة كل من الشيعة والسنة في جمع القرآن الكريم وذات رسول الله والأئمة من بعده، ومصادر التشريع الفصل الأول: عقيدة أهل بيت النبوة وشيعتهم في جمع القرآن الكريم 105
14 الفصل الثاني: عقيدة أهل بيت النبوة وشيعتهم في رسول الله محمد (ص) والأئمة من بعده 115
15 الباب الرابع نظرية عدالة الصحابة الفصل الأول: نظرية عدالة الصحابة عند الخلفاء وشيعتهم 129
16 الفصل الثاني: الصحابة والصحبة في مفهوم أهل بيت النبوة وشيعتهم 167
17 الباب الخامس التقية والمتعة في الإسلام وعند شيعة أهل بيت النبوة الفصل الأول: التقية 177
18 الفصل الثاني: المتعة في الإسلام وعند شيعة أهل بيت النبوة 185
19 الباب السادس الاختلافات الفقهية بين شيعة أهل بيت النبوة، وشيعة الخلفاء (أهل السنة) الفصل الأول: الوضع الأمثل وبذور الاختلاف 199
20 الفصل الثاني: محاولة لتقديم الإسلام في جو الخلاف والاختلاف 207
21 الفصل الثالث: نماذج من الخلاف والاختلاف بين المسلمين 219
22 الباب السابع الدعوة إلى وحدة المسلمين الفصل الأول: أسباب الخلاف والاختلاف 235
23 الفصل الثاني: منهاج دولة البطون التربوي والتعليمي 243
24 الفصل الثالث: من هم المراجع بعد الصحابة وسقوط دولة البطون؟ 257